الإثنين 05/مايو/2025 - 12:39 ص

قبل 19 شهرًا فقط، وتحديدًا بعد السابع من أكتوبر، كانت استجابة جنود الاحتياط الإسرائيليين للاستدعاء أشبه بتعبئة وطنية واسعة، فتم استدعاء نحو 360 ألفًا، في أكبر عملية تعبئة منذ انتصار حرب  6 أكتوبر 1973، حيث حضر عدد كبير من جنود الاحتياط للمشاركة في حرب غزة، وذلك وفقًا لـ jpost.

لكن هذا المشهد تغيّر جذريًا اليوم، فعلى الرغم من إعلان الجيش خلال عطلة نهاية الأسبوع إرسال أوامر استدعاء لعشرات الآلاف استعدادًا لهجوم محتمل جديد على غزة، إلا أن التوقعات تشير إلى أن نسبة الحضور قد لا تتجاوز 60% إلى 70% فقط، وهي نسبة تقل كثيرًا عما سُجل في البداية.

من الاندفاع إلى الإحباط.. ما الذي تغيّر؟

في بداية الحرب على غزة، كان هناك إقبال كبير من فرق الاحتياط على المشاركة في الحرب، لكن بمرور الوقت، ومع استمرار العمليات العسكرية وتراجع وضوح الأهداف، بدأت دوافع الجنود تتآكل.

والجنود اليوم يواجهون إرهاقًا شديدًا؛ فبعضهم استُدعي أكثر من خمس مرات منذ أكتوبر، وخدم لأكثر من 275 يومًا، وهذا الاستنزاف طال حياتهم الأسرية، ووظائفهم، ودراساتهم، وأثر على صحتهم النفسية.

حكومة لا تُقنع.. وشكوك في النوايا

أحد العوامل الجوهرية وراء انخفاض الحماس، هو فقدان الثقة في الحكومة، فالكثير من جنود الاحتياط يشككون في دوافع القادة السياسيين، ويتساءلون: هل هذه الحرب تُدار بدوافع استراتيجية حقيقية أم لمصالح سياسية؟"ط

وهذا الشك تعمّق مع تضارب التصريحات بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان حول الهدف الأساسي من الحرب، هل هو القضاء على حماس أم تحرير الأسرى؟، هذه الفجوة خلقت ارتباكًا لدى الجنود وأثّرت على إيمانهم بجدوى تضحياتهم.

الحريديم.. السبب الصامت وراء الغضب

ألقى الجدل المتصاعد بشأن إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية بظلال ثقيلة على معنويات جنود الاحتياط، الذين يشعر كثير منهم بالمرارة، إذ يُطلب منهم مرارًا مغادرة عائلاتهم وأعمالهم للالتحاق بالجبهة، بينما تُمنح فئات دينية، مثل الحريديم، إعفاءات شاملة من التجنيد.

 ويزداد هذا الشعور بالظلم عندما يرون أن المستوطنين، الذين غالبًا ما يكونون من أشد المؤيدين للحرب، لا يُستدعون للخدمة بنفس الوتيرة أو لا يواجهون الضغوط ذاتها.