تكريم متأخر ووجع قديم.. في ذكرى ميلادها تعرف على زينات صدقي كما لم تُروَ من قبل - نجد الاخبارية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الأحد 04/مايو/2025 - 10:41 ص

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة زينات صدقي، أيقونة الكوميديا الشعبية، وصاحبة الروح الخفيفة والابتسامة التي أخفت وراءها حكايات من الوحدة والخذلان، لم تكن مجرد ممثلة تؤدي أدوار الخادمة، بل كانت سيدة بمقام فنانة عظيمة، وحكايتها تستحق أن تُروى في كل بيت ضحك معها يومًا.

 ذكرى ميلاد زينات صدقي

شهدت حياة الفنانة الكوميدية الكبيرة زينات صدقي العديد من التقلبات والصعاب، غير أنها واجهتها وتجاوزتها بشجاعة، سعيًا وراء شغفها وحلمها، وهو أن تصبح ممثلة، حتى لقبت باسم ورقة الكوميديا الرابحة.

في كل مرة تضحك فيها على مشهد لها وهي تؤنب عبد الفتاح القصري أو تجادل إسماعيل ياسين، تذكّر أن هذه الضحكة، كانت في الحقيقة غطاءً على حياة امتلأت بالوحدة، والفقد، والتجاهل

زينات التي أضحكت الملايين، وجدت نفسها في نهاية الستينيات، تجلس وحدها في شقتها الصغيرة، لا يطرق بابها أحد، لم يعد أحد يتصل بها لتصوير مشهد، ولا حتى لتهنئتها بعيد ميلادها، الفنانة التي كانت جزءًا من كل بيت مصري، أصبحت منسية، كأنها لم تكن.

كانت تحب الضيافة بيتها في عز مجدها كان مفتوحًا للجميع، لكنها في لحظة صمت مؤلمة، وقفت وسط شقتها تنظر إلى الأرائك والسجاد، وبدأت تبيع قطعة وراء قطعة، لتشتري دواءً أو طعامًا، لم تشتكِ، ولم تُحرج أحدًا، لكنها بكت كثيرًا في صمت.

أنا مش شحاتة يا أستاذ

ذات يوم، زارها أحد الصحفيين الكبار وسألها: تحبي نعمل حملة تبرعات ليكي؟ ردّت عليه بكبرياء: أنا مش شحاتة يا أستاذ.. أنا فنانة!، كانت تلك الجملة مريرة، لأنها قالتها من وراء جدار الحزن والخذلان.

مدفن عابري السبيل

هذه واحدة من أعمق لحظاتها الإنسانية، زينات لم تكن تملك أبناء، لكن قلبها كان بيتًا يتسع للجميع، أنشأت مدفنًا في حياتها وسمّته مدفن عابري السبيل، وكانت تدفن فيه كل من يموت بلا أهل أو مأوى. وفي النهاية، لم تجد من يدفنها إلا نفس المدفن.

لحظة تكريمها الأخيرة

في عام 1976، وعلى خشبة المسرح، وقفت زينات صدقي تمسك بيد الرئيس السادات الذي منحها وسامًا في عيد الفن، لم يكن الوسام أغلى ما نالته، بل كانت تلك النظرات من الحاضرين، نظرات اعتراف أخير: لسه فاكرينك، بكت يومها، ربما لأول مرة أمام الكاميرات، لا من الفرح، بل من طعم التأخر.

زينات صدقي لم تكن فقط فنانة كوميدية. كانت بطلة حقيقية لنساء الهامش، وصوتًا لمن لا يُسمع، وقلبًا خُذل كثيرًا لكنه ظل نابضًا بالحب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق