احتفظ خالد البلشي بمنصب نقيب الصحفيين في مصر بعد فوزه الكبير على عبد المحسن سلامة (المحسوب على السلطة) في انتخابات جرت أمس الجمعة، وسط مشاركة تاريخية وتضامن لافت مع القضية الفلسطينية.
وفاز البلشي صاحب التوجه اليساري بمنصب النقيب للمرة الثانية تواليا، بعدما حصد 3346 صوتا بنسبة 55% من المصوتين، متقدما على سلامة النقيب الأسبق ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام الحكومية، الذي حصل على 2562 صوتا.
وكان البلشي تعهد في مؤتمر صحفي للإعلان عن برنامجه الأسبوع الماضي بـ"التفرغ للعمل النقابي وبدء العمل في إقامة مشروع مدينة سكنية للصحفيين".
كما دعا إلى فصل زيادة بدل الصحفيين عن انتخابات النقابة، منعا لاستغلاله لصالح مرشح بعينه، بعدما تعهد سلامة برفعه فضلا عن توفير وحدات سكنية في عدد من المدن الجديدة، وتخصيص نحو 20 ألف فدان من الأراضي الزراعية، يمكن لأعضاء النقابة استثمارها والاستفادة منها بتسهيلات.
واختير البلشي، أحد أبرز الصحفيين المعروفين بدفاعهم عن حرية الصحفيين والنشر ورفض حبس الصحفيين لأسباب تتعلق بالنشر أو بمواقفهم السياسية، نقيبا للمرة الأولى في مارس/آذار 2023، متفوقا على خالد ميري الذي كان يشغل آنذاك رئاسة تحرير جريدة الأخبار الحكومية.
إعلان
وتعهد البلشي بمواصلة العمل على تحسين أوضاع الصحفيين وتطوير المهنة والتشريعات المتعلقة بها، فضلا عن مواصلة المساعي الرامية إلى إطلاق سراح صحفيين محبوسين بتهم من بينها "نشر أخبار كاذبة"، وهي تهمة يقول حقوقيون إنها تستخدم ذريعة لاستهداف منتقدي سياسات الحكومة من الصحفيين وغيرهم.
وسبق التحقيق مع البلشي بالتهمة نفسها في 2022 بعد بلاغات ضده بسبب منشورات على منصات التواصل الاجتماعي، وأخلت النيابة سبيله بعد استجوابه.
وتنفي الحكومة وجود سجناء رأي، وتقول إن هؤلاء الصحفيين محبوسون في قضايا جنائية.
احتفل مؤيدو خالد البلشي داخل نقابة الصحفيين عقب إعلان فوزه بمقعد النقيب للمرة الثانية على التوالي.
وحصل البلشي على 3346 صوتًا بفارق 784 صوتًا عن أقرب منافسيه عبد المحسن سلامة، الذي حصل على 2562 صوتًا.
???? تصوير صفاء عصام الدين ومحمد الخولي، المنصة pic.twitter.com/1VvJppgVen— المنصة (@Almanassa_AR) May 2, 2025
مشاركة تاريخية
وفي ساعة متأخرة من الليلة الماضية، أعلنت اللجنة المشرفة على انتخابات التجديد النصفي، النتائج الرسمية لأعضاء المجلس، عقب انتهاء عمليات الفرز، التي أسفرت عن فوز كل من حسين الزناتي وأيمن عبد المجيد ومحمد سعد عبد الحفيظ ومحمد شبانة ومحمد السيد الشاذلي وإيمان عوف.
وتبلغ مدة ولاية النقيب عامين، في حين يتكون مجلس النقابة من 12 عضوا، يُنتخب نصفهم كل عامين.
وشهدت الانتخابات الحالية منافسة بين 51 مرشحا، منهم 8 على منصب النقيب، و43 على 6 مقاعد من مقاعد عضوية المجلس.
وكشفت اللجنة القضائية المشرفة عن انتخابات نقابة الصحفيين أن 6051 صحفيا أدلوا بأصواتهم، بنسبة 59%، وذلك ما اعتبرته "مشاركة كبيرة تعد سابقة في تاريخ انتخابات النقابة".
ويبلغ عدد الصحفيين المقيدين الذين يحق لهم التصويت 10 آلاف و224 صحفيا.
إعلان
وكما كانت الانتخابات غير مسبوقة في عدد المشاركين، كانت كذلك أيضا في عدد مرات تأجيل الاقتراع. إذ تأجلت الانتخابات 4 مرات منذ 7 مارس/ آذار الماضي، بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني المحدد بـ25% من الأعضاء. لكن مع اكتمال النصاب القانوني هذه المرة، انطلقت عملية التصويت دون عوائق.
حضور للقضية الفلسطينية
وقبل انطلاق التصويت على منصب النقيب ونصف أعضاء مجلس النقابة، وقف الصحفيون المصريون دقيقة حداد في مقر النقابة وسط القاهرة، على شهداء الصحافة الفلسطينية الذين قضوا خلال حرب الإبادة الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة، مجددين رفضهم لأي مخطط لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
جاءت الوقفة خلال جلسة الجمعية العمومية العادية للنقابة، التي سبقت عملية الاقتراع، التي تعقد لإقرار الميزانية ومناقشة القرارات المهنية والنقابية، قبل بدء الانتخابات.
وخلال الاجتماع أيضا، تلا ممثل النقابة بيانا باسم الجمعية العمومية وجّه فيها التحية إلى الشعب الفلسطيني، مؤكدا التأييد للموقف الرسمي المصري الرافض لخطط التهجير.
وجدد صحفيو مصر عبر بيانهم تمسكهم بقرارات نقابتهم السابقة الرافضة لكافة أشكال التطبيع مع إسرائيل.
0 تعليق