قصة حب ملهمة: زوجان من ذوي الهمم يتحديان الصعاب ويحققان النجاح

 من قلب مركز تدريب المعاقين ببورسعيد، التابع لمديرية الشباب والرياضة، انطلقت قصة حب فريدة بين مها لطفي حسين ومتولي الحديدي، رياضيان من ذوي الهمم، جمعهما شغف الرياضة وإرادة لا تلين، ليجسدا معًا قصة ملهمة في التحدي والعطاء، وقصة حب حقيقية.

لم تكن البداية ميسرة، لكن الثقة المتبادلة كانت الشرارة الأولى لمسيرة كفاح استمرت لعقود، وأثمرت أسرة متماسكة بل عائلة كبيرة تضم الأبناء والأحفاد.

يقول متولي الحديدي، عضو مجلس إدارة نادي الحرية للمعاقين، والمشرف على فريق الكرة الطائرة، والفائز بالمركز الثاني في بطولة العالم للأندية: “كنا في البداية مجرد لاعبين صاعدين في المركز، الرياضة جمعتنا، لكن المودة والمساندة المتبادلة أوجدتا بيننا حبًا صادقًا، بذلنا جهودًا مضاعفة لتحقيق طموحاتنا، وبفضل الله، أصبحنا أسرة رائعة، لدينا ثلاثة أبناء وأحفاد، وحياتنا عامرة بالحب”

واستطرد قائلًا: “منذ اللحظة الأولى، تمنيت أن تكون حكايتنا نموذجًا يحتذى به لأي شخصين من ذوي الهمم، ليعلموا أن الحياة ممكنة، وأن الحب والتشجيع يصنعان المعجزات”

ويضيف متولي الحديدي: “نحن الآن أجداد لثلاثة أحفاد، أبناؤنا تزوجوا والحمد لله، وعشنا قصة حب مليئة بالتعب والصعاب، لكننا تجاوزناها معًا، ودعمنا بعضنا البعض حتى أنعم الله علينا ببيت وأسرة وحياة كريمة، قد يرانا البعض مختلفين، ولكنهم لا يدركون أن الشخص ذوي الهمم يعشق التحدي، وقادر على النجاح متى وجد من يسانده”

يتوقف متولي قليلًا قبل أن يكمل حديثه بثقة: “تخطينا أوقاتًا عصيبة للغاية، ولكننا الآن بفضل الله سعداء وبحال أفضل من كثيرين، وقد أنعم الله علينا بأكثر مما كنا نتوقع، أنصح الجميع بالتوكل على الله منذ البداية، وطالما كانت نيتك خالصة، فستجد الخير يأتيك من كل حدب وصوب”

ويصف متولي زوجته بكل فخر: “إنها طاهية ماهرة جدًا، تتحمل مسؤولية المنزل والأولاد بكل تفاصيلها، وكثيرًا ما أندهش عندما أرى أن بناتي قد جهزن كل ما يلزمهن للزواج، وأن أولادي متزوجون ومستقرون، وهذا كله بفضل وجودها بجانبي”

ثم يضيف بابتسامة: “ألقيت على عاتقها مسؤوليات جمة، ومع ذلك فهي بطلة في كل شيء، بطلة في رفع الأثقال وتنس الطاولة، وقد كانت تمارس مصارعة الذراعين مع الأصحاء، وحصلت فيها على المركز الثاني على مستوى العالم، لم أكن أشعر بأي شيء أثناء التدريب، لأنها كانت الداعم الأول لي في كل خطوة”

ويختتم متولي رسالته إلى زوجته بكلمات صادقة تنبع من القلب: “يا غاليتي، أنتِ فعلًا غالية عندي”

مها، البطلة التي لا تعرف اليأس، لم تكن مجرد زوجة وفية، بل رياضية بارعة حصدت الجوائز والميداليات، ورفعت اسم مصر في المحافل الدولية، بدأت مسيرتها في رفع الأثقال، ثم أبدعت في تنس الطاولة ومصارعة الذراعين، وتنافست مع الأسوياء قبل أن تشارك في بطولات ذوي الهمم، لتفوز بالمركز الثاني عالميًا في مصارعة الذراعين، والثالث إفريقيًا في تنس الطاولة عام 1998، بالإضافة إلى بطولات أخرى في الأردن ومصر.

تقول مها: “تعرفت على متولي من خلال الرياضة، وهناك بدأت قصتنا، ساندني في كل خطوة، سواء في البطولات أو في الحياة، معه تعلمت معنى الشريك الحقيقي، وبالرغم من كل التحديات، بنينا بيتًا وأسرة، وزوجنا أبناءنا، وأنعم الله علينا بأحفاد يبهجون القلب”

لكن قصة مها ومتولي لا تقتصر على الإنجازات الرياضية، بل تتعداها إلى الدعم النفسي والمعنوي الصادق، قصة زوج يهيئ لزوجته كل سبل الراحة قبل كل بطولة، وزوجة تخفف عن زوجها الأعباء وتؤمن بموهبته.

على مر السنين، ظل الزوجان مثالًا مشرفًا لنادي الحرية للمعاقين، حيث قدما نموذجًا يحتذى به في المجتمع الرياضي، وأثبتا أن الحب والمساندة والاحترام هما أساس الاستمرار والنجاح.

تختتم مها حديثها بكلمات مؤثرة: “الله يديمه نعمة في حياتي، إنه حقًا الدنيا وما فيها”

إنها ليست مجرد قصة حب، بل حكاية إصرار وعزيمة، عنوانها: عندما يجتمع الحلم مع الحب، فلا وجود للمستحيل أمام ذوي الهمم.


اللعب

 


خلال لعب تنس طاولة

 


خلال ممارستهم التنس طاولة

 


لعب تنس طاولة

 


ممارسة التنس طاولة

 


مها حسين

 


مها زوجة متولي

 


مها ومتولي

 


نظرة مها لمتولي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version