قال الكاتب ديفيد إغناتيوس، في مقال رأي بصحيفة واشنطن بوست، إن تعيين مايكل والتز مندوبا للولايات المتحدة في منظمة الأمم المتحدة بأمر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب خفّف من وطأة إقالته من منصبه مستشارا للأمن القومي.
ووصف الكاتب تولي والتز المنصب الجديد بأنه هبوط ناعم وسيتيح له تواصلا أفضل مع أصدقائه الكثر في الخارج، لكنه في الوقت نفسه سيبعده عن الصراع على النفوذ داخل البيت الأبيض لأنه لم يكن له تأثير كبير فيه.
وأشاد إغناتيوس بوالتز قائلا إنه كان يملك كل المؤهلات التي تجعله الشخصية المناسبة ليكون مستشارا للأمن القومي في أي إدارة أميركية عادية، فقد كان جنديا سابقا محترما في قوات العمليات الخاصة المعروفة باسم "القبعات الخضر"، ومناصرا قويا لإسرائيل، وصارما مع روسيا والصين وإيران. ولعل هذا كان السبب في الإطاحة به، حسب زعم الكاتب.
" frameborder="0">
تصفية حسابات داخلية
وكانت مصادر مطلعة قد كشفت لوكالة رويترز أن والتز أُجبر ونائبه أليكس وونغ على ترك منصبيهما بعد أن أصبح -برأي إغناتيوس- هدفا للانتقادات داخل البيت الأبيض عندما تورط في فضيحة في مارس/آذار الماضي تتعلق بمحادثة عبر تطبيق سيغنال بين كبار معاوني ترامب للأمن القومي تداولوا خلالها خططا لضرب اليمن.
إعلان
لكن كاتب المقال يعتقد أن والتز -الذي يصفه بالمنضبط- لم يكن منذ البداية على وفاق مع ترامب "الذي ملأ إدارته بأصدقائه من أصحاب المليارات".
ويقول المطلعون على الأمور في واشنطن إن أحد دوافع الإطاحة بوالتز كان خلافا محتدما داخل إدارة ترامب منذ تنصيبه.
ويرى إغناتيوس أن هذا الخلاف يضع صقورا ممن يطلق عليهم "المحافظون الجدد"، مثل والتز، في مواجهة حلفاء جيه دي فانس نائب الرئيس الذين يوصفون بـ"الانعزاليين الجدد"، وهو اختزال يقلل من شأن التعقيدات التي تكتنف السلطة داخل فريق ترامب، كما يقول الكاتب.
ويضيف أن إجبار والتز على ترك منصبه يأتي في وقت حرج، حيث يحاول المبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف -الذي يزعم كاتب المقال أنه يفتقر إلى الخبرة- التوسط في صفقات مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا ومع إيران للحد من برنامجها النووي.
" frameborder="0">
3 تيارات متنافسة
ويمضي الكاتب إلى القول إنه على الرغم من أن إدارة ترامب الجديدة تبدو في ظاهرها موحدة وتدين بالولاء العلني غير المحدود للرئيس، فإنها تخفي في طياتها صراعا على السلطة من قبل 3 مجموعات مختلفة.
وأوضح أن المجموعة الأولى تتألف من الأنصار الحقيقيين لحركة "لنجعل أميركا عظيمة مجددا"، الذين يرتابون مما يرونها تحالفات خارجية متشابكة تدفع الولايات المتحدة نحو الحروب وتثقل كاهلها بأعباء اقتصادية. وتحظى هذه المجموعة بدعم نائب الرئيس بالإضافة إلى دونالد ترامب الابن والمؤثرة اليمينية المتطرفة لورا لومر.
وتتكون المجموعة الثانية من الجمهوريين الذين يتبنون النهج الدولي في السياسة من أمثال وزير الخارجية ماركو روبيو ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف، وقد كان والتز عضوا بارزا فيها، ولكن إغناتيوس يقول إن لهذه المجموعة تأثيرا محدودا على ترامب.
أما المجموعة الثالثة -وربما الأهم- فهي التي تضم المليارديرات الذين يشعر ترامب بأنه الأقرب إليهم ويثق فيهم أكثر من غيرهم، ويتصدر هذه القائمة ويتكوف. ومن بينهم أيضا وزيرا الخزانة ستيف بيسنت والتجارة هوارد لوتنيك، وأبرزهم حتى وقت قريب إيلون ماسك.
إعلان
" frameborder="0">
علامات الخلاف
وطبقا لمقال واشنطن بوست، فقد كانت هذه المجموعات الثلاث مستقرة في بعض الأحيان، لكن التوتر بدا جليا في حدثين وقعا مؤخرا يقفان شاهدا على الخلافات الأيديولوجية الكامنة وراء الإدارة الأميركية.
الأول، تقرير نشرته صحيفة نيويورك بوست أول أمس الأربعاء نقلت فيه عن مساعد سابق لترامب -لم تكشف هويته- وصفه المبعوث الرئاسي ويتكوف بأنه "رجل لطيف لكنه أحمق وأخرق".
وتضمن التقرير أيضا انتقادات وجهها اثنان من العاملين في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، المعروفة بتأييدها إسرائيل، إلى ويتكوف، تشكك في دوره في المفاوضات مع إيران.
والمثال الآخر الذي يدل على الفوضى في الإدارة -حسب إغناتيوس- هو إقالة 3 من كبار مساعدي وزير الدفاع بيت هيغسيث الشهر الماضي.
0 تعليق