توقعات متفائلة بشأن الاقتصاد اللبناني للعام المقبل رغم تباطؤ النمو

تم رصد انخفاض في مؤشر مديري المشتريات اللبناني، حيث سجل 48.9 نقطة في شهر مايو 2025 مقابل 49 نقطة في شهر أبريل الماضي، مما يعكس تباطؤاً نسبياً في النشاط الاقتصادي لشركات القطاع الخاص في لبنان، واستمر المؤشر دون المستوى المحايد، الذي يفصل بين النمو والانكماش، للشهر الثالث على التوالي.

نظرة على مؤشر مديري المشتريات

يعتبر المستوى المحايد عند 50 نقطة معياراً مهماً، فهو يحدد ما إذا كان أداء القطاع الخاص يتجه نحو الانكماش أو النمو، وفي المقابل، كشف تقرير مؤشر مديري المشتريات BLOM Lebanon، الذي أعدته ستاندرد آند بورز غلوبال (S&P Global)، عن توقعات إيجابية من شركات القطاع الخاص اللبناني، حيث تتوقع نمو النشاط التجاري خلال العام القادم، وهذا يمثل تحسناً ملحوظاً مقارنة بشهر أبريل 2025، عندما أبدت الشركات توقعات سلبية، وإن كانت طفيفة، بشأن النشاط التجاري المستقبلي.

تفاؤل حذر في الأفق

تشير الدلائل إلى أن التفاؤل يسود الأوساط الاقتصادية المحلية، مدفوعاً بتحسن البيئة السياسية، والآمال المعلقة على زيادة أعداد السياح القادمين إلى لبنان، بالإضافة إلى توقعات بنمو الاستثمارات، هذه العوامل مجتمعة تساهم في تعزيز الثقة في перспективы المستقبل، على الرغم من التحديات القائمة.

استقرار في أعداد الموظفين

شهدت أعداد الموظفين استقراراً خلال منتصف الربع الثاني من عام 2025، وفي الوقت نفسه، ظهرت مؤشرات على زيادة الضغط على الطاقة الإنتاجية للشركات اللبنانية، حيث ارتفعت الأعمال غير المنجزة للمرة الأولى منذ ثلاثة أشهر، مع الإشارة إلى أن معدل تراكم هذه الأعمال كان طفيفاً بوجه عام.

تحديات مستمرة وآفاق مستقبلية

علقت ميرا سعيد، كبيرة المحللين في بنك لبنان والمهجر للأعمال، بأن انخفاض مؤشر مديري المشتريات يعزى إلى ضعف الطلب وارتفاع تكاليف الشحن، مما أثر سلباً على مستوى الإنتاج والطلبيات الجديدة، وأضافت أن حالة عدم اليقين السياسي لا تزال قائمة، ليس فقط في لبنان، بل في المنطقة بأسرها.

كما أن الضغوط الدولية، مثل دعوة الولايات المتحدة الأمريكية إلى تسريع نزع السلاح، على الرغم من جهود الحكومة اللبنانية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، واستمرار الحرب في غزة، تزيد من التحديات التي تواجه الاقتصاد اللبناني، وتعيق الزخم الذي ظهر في بداية العام، ومع ذلك، يبقى هناك أمل في تحسن الأوضاع، حيث أن توقعات شركات القطاع الخاص اللبناني للعام القادم إيجابية، بفضل الآمال في الاستقرار السياسي، وعودة السياح من دول مجلس التعاون الخليجي، واستقطاب الاستثمارات العربية.

مصر شريك كبير في طريق التعافي

أكد وزير المالية اللبناني ياسين جابر أن الحكومة اللبنانية الحالية تعمل بثبات على إعادة هيكلة الاقتصاد وإصلاح المؤسسات العامة بعد سنوات من الأزمات المتتالية التي أثقلت كاهل لبنان، مؤكدًا وجود تصميم سياسي وإرادة جادة لتجاوز التحديات، وهذا كله مدعوم بثقة الشعب اللبناني في دولته وقدراته الوطنية،

### لقاء مع رجال الأعمال المصريين واللبنانيين

جاء هذا التأكيد خلال اجتماع نظمته الجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال، وحضره نخبة من الشخصيات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية من كلا البلدين، مصر ولبنان،

وأضاف الوزير جابر أن لبنان واجه على مدى الخمسين عامًا الماضية أزمات متراكمة شملت الحرب الأهلية، والاحتلال، والانفجار المأساوي، بالإضافة إلى الفراغ السياسي والانهيار الاقتصادي، وأكد أنهم اليوم يعملون بجد للنهوض من جديد، مع خطة واضحة لإعادة هيكلة القطاعات المتسببة في الخسائر واستعادة دور الدولة الحيوي في الاقتصاد،

### التعاون مع المؤسسات الدولية

وأوضح جابر أنهم يعملون بتعاون وثيق مع مؤسسات دولية مثل صندوق النقد والبنك الدولي، وقد بدأوا بالفعل خطوات جادة في هذا الاتجاه، مشيرًا إلى أن لبنان يمتلك ثروة بشرية هائلة تتمثل في اللبنانيين المنتشرين في الخارج، والذين يعتبرون شريان حياة للاقتصاد اللبناني، كما أكد على أهمية دعم الدول الشقيقة وعلى رأسها مصر، التي وقفت دائمًا بجانب لبنان في أصعب الأوقات،

### إعادة لبنان إلى الخارطة الاقتصادية

أشار الوزير إلى أن زيارته للقاهرة تأتي في إطار جهود دبلوماسية تهدف إلى إعادة لبنان إلى الخريطة الاقتصادية الإقليمية والدولية، وأشاد بالتطور الكبير الذي تشهده مصر في مجالات البنية التحتية، والتحول الرقمي، والإصلاحات الاقتصادية المتنوعة،

وأضاف قائلاً إنهم ينظرون إلى مصر كدولة شقيقة كبرى، وهناك فرص حقيقية لبناء شراكات اقتصادية متبادلة، خاصة في قطاعات الزراعة، والصناعة، والخدمات المالية المتنوعة،

### ترحيب بالجهود المبذولة

من جهته، أعرب فؤاد حدرج، نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية اللبنانية بالقاهرة، عن ترحيبه العميق بمعالي الوزير، مشيدًا بتاريخه المشرف وثقة الشعب اللبناني به، ومؤكدًا أن مصر اليوم تمثل بيئة استثمارية متقدمة بكل المقاييس،

وأضاف حدرج أن الزيارة الأخيرة إلى لبنان واللقاءات مع كبار المسؤولين، بمن فيهم فخامة الرئيس جوزاف عون، ودولة الرئيس نبيه بري، ودولة رئيس الوزراء نواف سلام، أكدت على عمق العلاقة بين البلدين وأهمية العمل المشترك لاستعادة لبنان لمكانته التاريخية كمنارة اقتصادية وثقافية في الشرق،

### تعزيز التعاون الثنائي

أكد حدرج أن الجمعية ستواصل جهودها لربط رجال الأعمال اللبنانيين في مصر بالاقتصاد اللبناني، وتعزيز التعاون الثنائي في جميع المجالات الممكنة، معربًا عن تقديره الكبير لمصر وقيادتها السياسية الحكيمة،

وقد حضر اللقاء السفير علي الحلبي، سفير لبنان بالقاهرة، وأعضاء البعثة الدبلوماسية اللبنانية، بالإضافة إلى فؤاد حدرج، نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية، وأعضاء مجلس الإدارة الدكتور نجاد شعراوي أمين الصندوق، وعلاء الزهيري الأمين العام، وعلاء الدين السبع، ومروان زنتوت، وداني شعيب،

واختُتم اللقاء بتأكيد مشترك على أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية بين مصر ولبنان وتكثيف اللقاءات بين رجال الأعمال والمؤسسات الاقتصادية في البلدين لدعم فرص الاستثمار والتنمية المتبادلة،

Exit mobile version