عاد برشلونة من التأخر مرتين أمام الإنتر الإيطالي ليتعادل 3-3 في مباراة ذهاب مثيرة من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، في مباراة أوفت بكل وعودها، كأحد أفضل مباريات الموسم الأوروبي، حيث كان لامين يامال مرة أخرى هو نجم المباراة، لكن سحره لم يكن كافيًا لضمان الفوز في الموقعة النارية في كتالونيا، في انتظار موقعة الرد في إيطاليا.

تألق برشلونة في الاستحواذ، ونسج أنماطًا عانى معها الإنتر كثيرًا، في حين أدار بيدري المباراة كما لو كانت لعبة ورق كما يفعل عادة؛ وكان لامين يامال خطيرًا باستمرار على الجانب الأيمن لدرجة أنه كان يهزم 4 لاعبين دفعة واحدة أمامه.

في المقابل لعب إنتر المباراة بطريقة لعب واقعية تمامًا اللعب خلف الكرة وتضييق المساحات، رغم عدم لياقة بعض اللاعبين مثل هنريك مخيتاريان ونيكولو باريلا وماركوس تورام الذي تألق وعرض دفاع برشلونة للخطر.

رقم من المباراة: صنع رافينيا ثمانية أهداف في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، فقط لويس فيغو (9 في 1999-2000 أيضًا مع برشلونة) سجل عددًا أكبر من التمريرات الحاسمة في موسم واحد.

الدفاع أمام لامين يامال أصعب مهمة في العالم

عندما كان برشلونة يعاني، كان أصغر لاعب فيهم هو من أعادهم إلى المباراة بهدف رائع، مع قيامه بصناعة الفرصة تلو الأخرى لزملائه في الفريق من خلال العرضيات، وتحديدًا إلى فيران توريس وداني أولمو، وكاد أن يُسجل هدفًا ثانيًا رائعًا بعد دقيقتين من محاولته الأولى، حيث راوغ 5 لاعبين دفعة واحدة واضطر الإنتر لتغيير دي ماركو ليحاول إيقافه.

لم يكن إنتر يواجه أي مشكلة عندما استلم يامال الكرة، على بُعد 35 ياردة من المرمى، مع وجود 10 لاعبين من إنتر بينه وبين المرمى، لكنه قرر أن يجعل هذه الأمر أكثر جدية، أولاً بدخوله لوسط الملعب لتشتيت انتباه تورام.

انطلق الجناح الإسباني الشاب بسرعة هائلة تجاوز بها هنريك مخيتاريان الذي كان ثابتًا إلى حد ما، لكن الخطر لم يكن واضحًا بعد، مع وجود أربعة مدافعين قريبين نسبيًا من لامين يامال وهو يقترب من منطقة الجزاء.

لكن يامال الصغير واصل التقدم بوتيرة سريعة، ثم اختار لحظته ببراعة، مستخدمًا المدافع باستوني وكأنه ستار، وسدد الكرة مقوسة في الشباك عبر القائم البعيد، تاركًا حارس إنتر يان سومر بلا أي فرصة للتصدي.

هذا الهدف يوضح أمرين، أن طريقة لعب إنتر التي تعتمد على 5 مدافعين في الخلف وتجعل يامال في مواجهة 3 لاعبين على الأقل لا تبدو فعالة أبدًا.. ماذا يفعل الخصم إذن ليدافع أمام لامال؟! يضع الفريق كله.

في تحليل سابق بعنوان "الخصم يعرف ماذا سيفعل نجم برشلونة لامين يامال ولا يستطيع منعه" تحدثنا عن هذه النقطة، الخصم يعرف ما سيفعله يامال لكنه أيضًا يواصل التلاعب به والمراوغة مستخدمًا مهاراته في جعل الخصم يفكر أكثر من مرة ويقول هل أقوم بالتداخل ضده أم أتركه يحصل على المساحة، وفي الأخير وعندما تفكر فاللاعب سيصيبك بقوة تسديداته.

اقرأ المزيد

أصبح يامال ثاني أصغر لاعب على الإطلاق يبدأ مباراة في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بعمر 17 عامًا و291 يومًا، ولا يسبقه سوى الألماني يوليان دراكسلر لاعب شالكه السابق ضد مانشستر يونايتد في عام 2011.

وبعد أن خاض 100 مباراة مع برشلونة، فقد سجل 22 هدفًا و33 تمريرة حاسمة مع - بما في ذلك تمريرتان حاسمتان للمساعدة في الفوز بنهائي كأس ملك إسبانيا الشرس يوم السبت الماضي ضد ريال مدريد.

ولكن من بين خصائص اللاعب الفريدة، هي الشخصية التي يُظهرها للقيام بشيء مميز عندما يحتاجه فريقه، كما فعل عندما سجل هدفًا تاريخيًا في شباك فرنسا مع إسبانيا في نصف نهائي بطولة أوروبا العام الماضي عندما كان فريقه متأخرًا 1-0.