من المسلم به أن التغذية تلعب دورًا محوريًا في صحتنا وعافيتنا، فضلًا عن تنظيم ما نأكله، فعندما تتهيأ لتناول الطعام، بأي صنف يجب أن تبدأ؟ هل بالكربوهيدرات، أم البروتينات، أم الخضروات؟ هذا الأمر بالغ الأهمية، كما أوضحت جيسي إنشوسبيه، عالمة الكيمياء الحيوية الفرنسية المشهورة بتبديلها لمنهجية تناول الأفراد لوجباتهم، وقد تحدثت مؤخرًا عن أهمية وكيفية ترتيب تناولنا للطعام حفاظًا على صحتنا، استنادًا إلى ما ذكره موقع “تايمز أوف انديا”،
علم ترتيب الطعام
ترى إنشوسبيه أن تناول الطعام بنظام معين قد يؤثر بشكل ملحوظ على مستويات السكر في الدم، ومستوى الطاقة، والصحة بشكل عام، وتشير إلى أن البدء بالخضروات في الوجبات يمكن أن يزيد من فعالية الألياف الغذائية، وأن هذه الطريقة تحد من ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم، وتقلل من التوق الشديد لتناول الطعام، بالإضافة إلى أنها تعزز من استدامة الطاقة،
وتوضح أن تسلسل تناول الطعام يؤثر على طريقة معالجة الجسم للجلوكوز، مبينة “لقد اكتشف العلماء مؤخرًا سر هذا التأثير القوي، وهو يكمن في احتواء الخضروات على الألياف، فعند تناول الألياف في بداية الوجبة، فإنها تغلف الأمعاء، وتكون حاجزًا واقيًا، وشبكة حماية لزجة وغنية بالألياف”،
هذا الحاجز الليفي يبطئ من امتصاص السكر من الكربوهيدرات والسكريات التي يتم تناولها لاحقًا في الوجبة، ونتيجة لذلك، لا تحدث زيادات مفاجئة في مستوى السكر بالدم،
الفوائد العملية لتناول الخضراوات
السيطرة على مستوى الجلوكوز، فبحسب إنشوسبيه، هذه الممارسة يمكن أن تكبح الرغبة المفرطة في الأكل، لأن تناول الخضروات أولًا يجعلك تحس بالشبع لمدة أطول، ويقلل من الرغبة الشديدة في تناول الطعام، ويدعم صحة التمثيل الغذائي عمومًا، وتضيف “يمكنك أن تجرب بنفسك إذا كنت تستخدم جهاز مراقبة، ببساطة تناول طبقًا صغيرًا من الجزر أو السبانخ أو البروكلي أو الطماطم الكرزية أو أي نوع من الخضروات تفضله قبل الوجبة، ولاحظ كيف سينخفض ارتفاع مستوى الجلوكوز لديك، كما أنك ستحس بالشبع لمدة أطول، وستقل رغبتك في تناول الطعام، وهذا سيفيد جسمك من الداخل أيضًا”،
الأكثر إثارة للاهتمام أن طريقتها مستدامة أيضًا، فهي لا تتطلب التخلي عن الأطعمة التي تحبها، بل مجرد إعادة ترتيبها لتحسين النتائج الصحية،
الغذاء هو دواء أيضًا، فإضافة الخضروات إلى نظامك الغذائي يقدم فوائد جمة أخرى، إذ ستحصل على الألياف والعناصر الغذائية الأساسية، وهي مفيدة أيضًا لصحة الأمعاء والقلب والدماغ، وأثناء تناول وجبتك، يمكنك البدء بتناول كمية من الخضروات التي تعجبك، قد يكون هذا بسيطًا مثل طبق سلطة جانبي، أو بروكلي مطهو على البخار، أو بعض حبات الطماطم الكرزية قبل البدء في تناول الطبق الرئيسي، وبهذه الطريقة، يمكنك التحكم في مستويات السكر في الدم دون أن تضطر إلى تقييد نظامك الغذائي،