في ذكرى رحيلها.. راوية عطية سيدة البرلمان وأيقونة المرأة المصرية التي كسرت القوالب النمطية؟

في ذكرى رحيلها.. راوية عطية سيدة البرلمان وأيقونة المرأة المصرية التي كسرت القوالب النمطية؟

كتبت: ملك محمد رواش

في ذكرى رحيلها (9 مايو 1997)، نسلط الضوء على مسيرة الراحلة راوية عطية، المرأة التي حفرت اسمها في التاريخ المصري بأحرف من نور كأول نائبة برلمانية، وأول ضابطة بالجيش، وأم الشهداء التي كرست حياتها لخدمة الوطن.


مسيرة غير مسبوقة في ثلاث محطات

أول نائبة برلمانية (1957) دخلت التاريخ عندما فازت بعضوية مجلس الأمة عن دائرة القاهرة بـ110,807 صوتًا، بعدما منحها دستور 1956 حق الترشح وقدمت مشاريع قوانين جريئة مثل تنظيم الأسرة ووزارة للسينما، وتحدت تهديدات بالقتل عندما طالبت بتقييد تعدد الزوجات.

أول ضابطة بالجيش (1956) قادت وحدة كوماندوز نسائية خلال العدوان الثلاثي، ودربت 4000 امرأة على الإسعافات الأولية وحصلت على نوط الجيش الثالث ونوط 6 أكتوبر لجهودها في حرب 1973 كرئيسة لجمعية أسر الشهداء.

ناشطة حقوقية رائدة زارت سجن طرة وطالبت بإلغاء عقوبة الأشغال الشاقة واصفة إياها بـ”اللاإنسانية” وأسست لجانًا نسائية ورياضية في الجيزة، وترأست المجلس القومي للأسرة والسكان (1993).

من الطفولة الثورية إلى قاعات البرلمان

طفولة مشتعلة في العاشرة من عمرها، أصيبت بشظية خلال مظاهرة ضد الاحتلال الإنجليزي (1936)، وحملتها هدى شعراوي لعلاجها وتعليم استثنائي حصلت على 5 شهادات جامعية بينها ماجستير صحافة ودبلوم دراسات إسلامية، رغم ندرة تعليم الفتيات في أربعينيات القرن الماضي وصحافة وسياسة تدربت على يد عمالقة الصحافة (مصطفى أمين، موسى صبري)، قبل أن تتفرغ للعمل العام.


بطولات خلف الخطوط الأمامية

في حرب 1956 نقلت السلاح والتموين للمقاومين في بورسعيد، واستقبلت النازحين وفي نكسة 1967 زارت الجبهة 1750 مرة لرعاية أسر الجنود، مما دفع عبدالناصر للإشادة بها: “آمنت بكفاح المرأة من كفاح راوية” وفي حرب أكتوبر نظمت حملات دعم نفسي ومادي لأسر الشهداء، مما أكسبها لقب “أم المقاتلين”.

إرث لا يموت

رغم رحيلها قبل 27 عامًا، تظل عطية أيقونة للمرأة المصرية التي كسرت القوالب النمطية. اليوم، حيث تشغل المرأة 25% من مقاعد البرلمان و5 وزارات سيادية، نستذكر مسيرتها كمثال على أن الإرادة تصنع المستحيل.

“كانت تؤمن أن الوطن يستحق كل التضحيات” ودكتور مصطفى الفقي في كتاب “أعلام من الزمن الجميل”

. .rg1z

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *