كتبت زينب يحيى:
في عالم اللياقة البدنية، لا يقتصر النجاح على ممارسة التمارين فحسب، بل يرتبط أيضًا باختيار الأطعمة المناسبة التي تدعم الأداء الرياضي وتعزز التعافي.
ويبرز الفستق كخيار استراتيجي بفضل قيمته الغذائية العالية، مما يجعله مُلائمًا لتناوُلِه قبل التمرين وبعده. فما السر وراء هذه الأهمية؟
الفستق قبل التمرين وقود طويل الأمد ودعم للعضلات
يُوصى باختيار أطعمة تمد الجسم بالطاقة دون إثقال المعدة، عند التخطيط للتمارين الرياضة وهنا يأتي دور الفستق، الذي يجمع بين الكربوهيدرات، والبروتين، والدهون الصحية، ليكون مصدرًا مثاليًّا للطاقة المُستدامة.
تُساعد تركيبة الفستق على الحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم، مما يمنح الرياضي قدرة على الأداء بكفاءة دون تعرضه لانخفاض مفاجئ في الطاقة.
ولعل أبرز ما يُميز الفستق في هذه المرحلة هو غناه بالبوتاسيوم، الذي يفقد الجسم كميات منه عبر العرق أثناء التمارين المكثفة.
ويُعد البوتاسيوم ضروريًّا لتنظيم تقلصات العضلات والحفاظ على توازن السوائل، مما يقلل من خطر التشنجات ويُحسن الأداء.
وتحتوي حفنة من الفستق (حوالي 50 جرامًا) على نسبة جيدة من هذا المعدن، إلى جانب المغنيسيوم الذي يعمل بالتآزر مع البوتاسيوم لدعم وظائف العضلات والأعصاب.
ما التوقيت الأمثل لتناوُل الفستق
ينصح الخبراء بتناول الفستق قبل التمرين بـ **30–60 دقيقة**، مما يمنح الجسم وقتًا كافيًا لهضمه وامتصاص عناصره الغذائية. ولتعزيز الفائدة، يُمكن دمجه مع مصدر سريع للطاقة مثل التمر أو الموز، الذي يوفر الكربوهيدرات البسيطة، لضمان اندفاعٍ فوريٍ للطاقة يدعم الرياضي حتى نهاية التمرين.
الفستق بعد التمرين.. تعافٍ سريع وحماية من الالتهابات
بعد الانتهاء من التمرين، يدخل الجسم في مرحلة التعافي وإصلاح الأنسجة العضلية. وهنا يلعب الفستق دورًا حيويًّا عبر، إمداد الجسم بالبروتين النباتي عالي الجودة، إذ يحتوي الفستق على جميع الأحماض الأمينية الأساسية، بما في ذلك الأحماض المتفرعة السلسلة (BCAAs) مثل الليوسين والإيزوليوسين، التي تُسرع من عملية تخليق البروتين العضلي وتقلل من آلام ما بعد التمرين.
أظهرت دراسات أن مضادات الأكسدة في الفستق – كاللوتين والبوليفينولات – تُسهم في تقليل الإجهاد التأكسدي الناتج عن التمارين الشاقة، مما يُعجل بشفاء العضلات ويحد من الالتهابات.
على عكس بعض الأطعمة الغنية بالبروتين التي قد تسبب عسر هضم، يُعد الفستق خفيفًا على المعدة، مما يجعله مناسبًا لتناوُله بعد التمرين دون الشعور بالثقل.
لماذا يُعتبر الفستق متفردًا؟
لا تقتصر فوائد الفستق على ما سبق، بل يتميز بـ:
تنوع الاستخدامات: يُمكن إضافته إلى العصائر، أو الزبادي، أو تناوُله كوجبة خفيفة مع الفواكه المجففة.
توازن العناصر الغذائية: يجمع بين البروتين (6 جرامات لكل 30 جرامًا)، والألياف، والدهون الصحية، مما يجعله وجبة متكاملة.
دعم الصحة العامة: يُسهم في خفض ضغط الدم، وتحسين صحة القلب بفضل محتواه من الدهون غير المشبعة.
الفستق.. ليس مجرد مُسليّ!
في ضوء هذه الفوائد، يُمكن اعتبار الفستق اختيارًا ذكيًّا للرياضيين الذين يسعون لتحسين أدائهم وتعافي أجسامهم. ومع ذلك، يُنصح بعدم الإفراط في تناوُله (لاحتوائه على سعرات حرارية مرتفعة)، ودمجه مع نظام غذائي متوازن. فحفنة يومية – بحجم قبضة اليد – كفيلة بتحقيق الفوائد المرجوة، سواء كُنتَ مُحترفًا أو هاويًا في عالم الرياضة.
تعليقات