
يشهد الشرق الأوسط تحولاً رقمياً واسع النطاق مدفوعاً بالتطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، ما ينعكس في نمو غير مسبوق في حجم الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات. ووفقاً لتقرير مؤسسة غارتنر، من المتوقع أن يبلغ حجم الإنفاق التقني في المنطقة 169 مليار دولار بحلول عام 2026، مما يؤكد أن الذكاء الاصطناعي لم يعد ترفاً بل ضرورة استراتيجية للاقتصادات الحديثة.
ارتفاع استثمارات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية
إقرأ ايضاً:توجيه وزير الشؤون الإسلامية لخطباء الجمعة حول فضل العلم ودور الأسرة والمعلمينالتسجيل في نظام نور وإنشاء الجدول المدرسي للعام الدراسي الجديد 1447
تشير البيانات إلى أن استثمارات المؤسسات تتجه بشكل متسارع نحو الذكاء الاصطناعي التوليدي، والحلول السحابية متعددة الطبقات. وقد ارتفعت أهمية مراكز البيانات، التي يُتوقع أن تحقق نمواً بنسبة 37.3% لتبلغ قرابة 13 مليار دولار في 2026، نتيجة زيادة الطلب على البنية التحتية اللازمة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
وفي ظل الحاجة إلى قدرات حوسبة عالية، تضاعفت جهود الحكومات ومزودي الخدمات لتأمين بيئة رقمية قوية ومرنة، ما يضمن جاهزية البنية التحتية لاستيعاب التحولات المقبلة، وتحقيق أقصى استفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي.
البرمجيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تقود المشهد
بحسب “غارتنر”، سيقفز الإنفاق على البرمجيات بنسبة 13.9% ليصل إلى 20.5 مليار دولار في 2026، مدفوعاً بالطلب على حلول ذكية مدمجة في التطبيقات المؤسسية. ومن المتوقع أن 75% من إجمالي الإنفاق العالمي على البرمجيات بحلول 2028 سيكون موجهاً لحلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي، ما يستدعي من مزودي البرمجيات تقديم نماذج تسعير جديدة تتناسب مع التطورات التكنولوجية.
المؤسسات باتت تعتمد هذه البرمجيات لرفع الكفاءة وتحقيق ميزة تنافسية، وهو ما يعكس تغيراً جذرياً في طريقة التفكير حول الحلول التقنية، من أدوات مساندة إلى عناصر أساسية في بناء بيئة عمل ذكية.
من التوسع السريع إلى الاستدامة الرقمية
يتجه السوق الإقليمي نحو اعتماد استراتيجية نمو مستدامة بدلاً من التوسع العشوائي، وهو ما يتطلب تركيزاً أكبر على عوائد الاستثمار الرقمي، وتقييم فعالية الإنفاق التقني. وتشير التقديرات إلى نمو خدمات تكنولوجيا المعلومات بنسبة 8.3% لتصل إلى 36.9 مليار دولار، في حين تسجل خدمات الاتصالات 63.5 مليار دولار بزيادة متواضعة قدرها 4.2%.
الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد خيار لتحسين الكفاءة التشغيلية، بل أصبح حجر الأساس في استراتيجيات النمو. تعتمد المؤسسات الناجحة اليوم على بيانات قوية ومنصات قابلة للتوسع، إلى جانب استثمار كبير في الكفاءات البشرية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، ما يمكّنها من استشراف المستقبل بثقة.
التحول الرقمي في الشرق الأوسط يتسارع بخطى ثابتة، ومع ازدياد الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الذكية، تدخل المنطقة مرحلة جديدة من الابتكار المستدام والجاهزية المستقبلية. هذه النقلة النوعية لن تقاس فقط بحجم الإنفاق، بل بمدى قدرة المؤسسات على توظيف التكنولوجيا في بناء أنظمة رقمية أكثر مرونة وذكاء.