تشهد السودان حالة من الاستنفار نتيجة توقعات خبراء الأرصاد بهطول أمطار غزيرة وغير مسبوقة خلال الأسبوعين المقبلين، وذلك ضمن فترة موسمية تُعرف باسم “منزلة الجبهة النداية”. هذه الفترة تعد من أشد فترات الخريف قوة وغزارة وتشمل هطول أمطار كثيفة مصحوبة بالبرق والرعد، الأمر الذي يثير مخاوف من وقوع سيول وفيضانات قد تؤثر على حياة المواطنين والبنية التحتية
تحذيرات الأرصاد الجوية للمواطنين
أكد خبير الأرصاد عوض إبراهيم أن هذه الموجة المطرية قد تكون الأعنف في تاريخ البلاد، مشيرًا إلى أنها ستغطي ولايات عديدة منها الخرطوم ونهر النيل والشمالية والجزيرة وكسلا والقضارف. كما أضاف أن النشاط المطري سيكون ملحوظًا في ساعات الليل والفجر، مصحوبًا بكثافة للسحب وظواهر جوية قوية كالبرق والرعد. ونصح المواطنين بمتابعة التحديثات الرسمية من الهيئة العامة للأرصاد الجوية السودانية https://www.smas.gov.sd واتخاذ الاحتياطات اللازمة
إقرأ ايضاً:انطلاق المرحلة الثانية لتطوير البنية التحتية في اللبان وكرموز بالإسكندريةاندماج سلامة للتأمين وعناية خطوة جديدة في سوق التأمين السعودي
خطورة الظاهرة على البنية التحتية والقرى
الأمطار الغزيرة المتوقعة قد تؤدي إلى سيول جارفة تُهدد القرى والمناطق المنخفضة، ما يرفع من احتمالية نزوح مئات الأسر كما حدث في أعوام سابقة. كما أن ضعف شبكات التصريف وغياب البنية التحتية المناسبة يزيد من احتمالية غرق الشوارع وتعطل الخدمات العامة. خبراء البيئة يحذرون من أن سوء الاستعداد قد يجعل الأضرار أكبر من المتوقع، خاصة في ظل هشاشة الوضع الإنساني في بعض الولايات
الجبهة النداية وبشائر الموسم الزراعي
رغم المخاطر الكبيرة، يرى المزارعون جانبًا إيجابيًا لهذه الظاهرة. فـ”منزلة الجبهة النداية” تُعتبر مرحلة مهمة للموسم الزراعي حيث تسهم الأمطار الغزيرة في خصوبة التربة ونمو المحاصيل بسرعة. ويُبشّر نجاح هذه الفترة بموسم وفير يساعد في تعزيز الأمن الغذائي ويُعيد الأمل للمزارعين الذين يعتمدون على الخريف كمصدر رئيسي للزراعة
تُبرز هذه التوقعات حجم التحديات التي يواجهها السودان ما بين الاستفادة الزراعية من الأمطار الغزيرة وبين خطورة السيول والفيضانات على الأرواح والممتلكات. ويبقى الوعي المجتمعي والالتزام بالتحذيرات الرسمية عنصرًا حاسمًا في تقليل الخسائر وحماية المواطنين خلال هذه الفترة الحرجة
من المتوقع أن تُحدث هذه الأمطار تحولًا كبيرًا في المشهد الطبيعي والزراعي في السودان، إلا أن الاستعداد المبكر ورفع جاهزية السلطات والمجتمعات المحلية سيكونان الفيصل بين كونها نعمة يستفيد منها الجميع أو كارثة تُخلف خسائر جسيمة يصعب تجاوزها