
شهدت مصر حملة أمنية موسعة استهدفت عدداً من مشاهير تيك توك، بعد اتهامهم بالتورط في عمليات غسل أموال بملايين الجنيهات، مستغلين شهرتهم على مواقع التواصل الاجتماعي في أنشطة مشبوهة. وقد ضبطت الأجهزة الأمنية كميات من الأموال والمخدرات وأسلحة نارية غير مرخصة، إضافة إلى أجهزة إلكترونية تُستخدم في إدارة حسابات يتابعها آلاف الشباب.
ضبط مشاهير تورطوا في غسل ملايين الجنيهات
كشفت التحقيقات أن صانعة المحتوى سوزي الأردنية متهمة بغسل 15 مليون جنيه، بينما وُجهت لصانع المحتوى “مداهم” اتهامات بغسل 65 مليون جنيه، وأشارت المعلومات إلى تورط “شاكر” أحد أشهر وجوه تيك توك في غسل مبالغ ضخمة. هذه القضايا تطرح تساؤلات حول مصدر هذه الأموال وآلية تحويلها إلى أرباح ظاهرية عبر المحتوى الرقمي.
إقرأ ايضاً:ابتكار أول لسان صناعي في العالم يغير مستقبل تكنولوجيا التذوقموعد صرف الدفعة 91 حساب المواطن ورابط الاستعلام برقم الهوية
كيف تتم عمليات غسل الأموال عبر تيك توك؟
وفق خبراء الاقتصاد، تبدأ العملية بإرسال هدايا افتراضية للمشاهير عبر البث المباشر في أوقات متفق عليها، ثم تُحوَّل قيمتها إلى مبالغ مالية حقيقية تُودع في الحسابات البنكية بعد خصم نسبة الوكالة. هذا النمط يفتح الباب أمام استغلال المنصات الرقمية لإخفاء مصادر الأموال غير المشروعة، خاصة مع وجود حسابات مجهولة ترسل مبالغ كبيرة لمحتوى لا يتمتع بجاذبية أو انتشار طبيعي.
الأثر الاجتماعي والقانوني للظاهرة
يرى محللون أن انتشار هذه الممارسات يمنح الشباب صورة خاطئة عن تحقيق ثراء سريع بلا جهد، مما يشجع على سلوكيات منحرفة ويؤدي إلى نشر محتوى يسيء للقيم المجتمعية. كما أن قانون مكافحة غسل الأموال رقم 80 لسنة 2002 يفرض عقوبات مشددة تصل إلى السجن سبع سنوات على الأقل، وغرامات بملايين الجنيهات، مع مصادرة الأموال محل الجريمة وإغلاق المنشآت المتورطة.
تؤكد هذه القضايا أن منصات التواصل الاجتماعي، رغم دورها في خلق فرص عمل رقمية، قد تتحول إلى بيئة خصبة لممارسات مالية غير مشروعة إذا لم تخضع لرقابة قانونية فعالة. وتبرز الحاجة إلى توعية المستخدمين بخطورة الانجراف وراء أرباح سريعة قد تكون غطاءً لأنشطة إجرامية، إضافة إلى تشديد المراقبة على التحويلات الرقمية التي لا تحمل مبرراً واضحاً.