اكتسب استخدام الذكاء الاصطناعي ثقة واسعة في تقديم نصائح صحية، لكن تبيّن أن الاعتماد عليه دون توجيه طبي يمكن أن يؤدي لعواقب خطيرة، كما حدث مع رجل يبلغ من العمر 60 عامًا، حين اتخذ قرارًا كارثيًّا بعد نصيحة من “شات جي بي تي”، وأدى ذلك إلى دخول المستشفى بعد إصابته بحالة نادرة من التسمم.
من “تغيير عادي” إلى تسمم بمواد خطيرة
سعى الرجل إلى تقليل استهلاكه من ملح الطعام (كلوريد الصوديوم)، وطلب نصيحة عبر الذكاء الاصطناعي، الذي أشار إلى إمكانية استبداله بـ”بروميد الصوديوم”. هذه المادة شبيهة كيميائيًا بالملح لكنها سامة وتستخدم في المبيدات ومنتجات التنظيف، بعيدًا عن الاستهلاك البشري. بعد استبداله للملح بالبروميد لنحو ثلاثة أشهر، تدهورت حالته الصحية.
إقرأ ايضاً:موعد صرف الدفعة 91 حساب المواطن ورابط الاستعلام برقم الهويةنصائح واتساب لحماية الحساب من الاختراق والمحافظة على الخصوصية
[widget_list 3]
أعراض التسمم النفسي والجسدي
نتيجة التعرض للبروميد، عانى الرجل من بَروميّزْم (Bromism)، وهو تسمم نادر يسبب أعراضًا نفسية حادة تشمل: الهلوسة، تشتت الفكر، الشعور بأن الجيران يضمرون له الشر، بالإضافة إلى أعراض جسدية مثل الإرهاق، اضطرابات النوم، حب الشباب، والطفح الجلدي بآفات حمراء دقيقة. الأطباء اضطروا لوضعه تحت المراقبة النفسية وتقديم العلاج بالسوائل، الأدوية المضادة للذهان، والتغذية المتوازنة، لتعافى حالته تدريجيًا بعد ثلاثة أسابيع.
ثغرة في الذكاء الاصطناعي وعدم وجود تحذير طبي
أوضح التقرير الطبي أن “شات جي بي تي” لم يُصدر أي تحذير من أخطار البروميد ولم يسأل عن السياق أو الحالة الصحية للرجل، كما أن النظام لا يتمتّع بالقدرة على تقديم استشارات طبية دقيقة أو توجيه المستخدم لطلب المشورة الطبية المتخصصة. وقد لاحظ الأطباء عند اختبار الأمر أنهم تلقوا نفس التوصية من النظام دون أي تحذير أو سياق توعوي مناسب.
يُبرز هذا الحادث مدى ضرورة التنبيه بأن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الشؤون الطبية دون إشراف طبيب مختص قد يؤدي إلى أضرار صحية جسيمة، وهو درس مهم يجب أن يدفعنا لاستخدام تقنيات الذكاء بحذر ونزاهة.