انهيار ولا ارتفاع.. لن تصدق ما يحدث في سعر صرف الدولار في العراق اليوم

لم يعد سعر صرف الدولار في العراق مجرد رقم يُعلن في نشرات الأخبار الاقتصادية، بل أصبح المؤشر الأبرز الذي يرسم صورة الاقتصاد العراقي بكل تفاصيله، فكل حركة بسيطة في قيمته تنعكس بشكل مباشر على أسعار السلع والخدمات، بدءًا من المنتجات الغذائية اليومية وحتى العقود التجارية الضخمة، ومع اعتماد العراق بشكل شبه كامل على إيرادات النفط كمصدر رئيسي للعملة الصعبة، يبقى السوق العراقي هشًا أمام أي تقلب خارجي أو قرارات داخلية قد تغير المعادلة فجأة، وهذا الوضع جعل المواطن والتاجر على حد سواء يعيش حالة ترقب دائمة، حيث إن أي ارتفاع أو انخفاض في الدولار يعني إعادة حسابات جديدة في نفقات الحياة أو تكاليف الاستثمار.

استقرار مؤقت في سعر صرف الدولار في العراق اليوم بغداد

شهدت بورصات العاصمة بغداد مثل الكفاح والحارثية صباح اليوم حالة من الاستقرار النسبي سعر صرف الدولار في العراق اليوم، إذ سجل سعر صرف 100 دولار نحو 131,359 دينار عراقي، وغير أن هذا الاستقرار لا يعني الاطمئنان، فقد أثبتت تجارب سابقة أن أي تغير في أسعار النفط العالمية أو أي إعلان اقتصادي مفاجئ يمكن أن يقلب السوق رأسًا على عقب، وهنا يظهر القلق المشروع لدى المستثمرين والمتعاملين، الذين يدركون أن الاستقرار الحالي قد لا يدوم طويلًا.

سعر صرف الدولار في العراق اليوم
سعر صرف الدولار في العراق اليوم

اختلافات بين المحافظات

ورغم حالة الثبات في بغداد، فإن بقية المحافظات أظهرت تباينًا واضحًا، ففي أربيل، كانت الأسعار متقاربة مع العاصمة، بينما شهدت البصرة والموصل زيادات طفيفة مرتبطة بتكاليف النقل والتحويلات النقدية، وهذا التباين يعكس الدور المهم للعوامل اللوجستية والاختلاف في النشاط التجاري بين محافظة وأخرى، حيث إن قرب المناطق من المراكز التجارية الكبرى أو الموانئ قد يؤثر مباشرة في سعر صرف الدولار.

عوامل متعددة تحكم السوق

إن حركة الدولار في العراق ليست نتيجة عامل واحد فقط، بل هي حصيلة تداخل عدة أسباب، فالسياسات النقدية التي يضعها البنك المركزي تشكل أساس التحكم في السوق، لكن هذا الأساس يتأثر بعوامل خارجية مثل تقلبات أسعار النفط عالميًا، وأخرى داخلية مثل حجم التجارة المحلية والمضاربات في السوق الموازي، كما أن القرارات الحكومية المتعلقة بالضرائب أو الاستيراد تلعب دورًا بارزًا في إحداث استقرار أو اضطراب، وبالتالي، فإن السوق العراقي يتأرجح باستمرار بين هذه المؤثرات المتشابكة.