ماذا قال؟.. رسالة فرانك كابريو الأخير من سرير المرض قبل وفاة “القاضي الرحيم” الذي أحبه الجميع –
رحل عن عالمنا القاضي الأميركي فرانك كابريو، الذي عرف حول العالم بلقب “القاضي الرحيم”، عن عمر ناهز 88 عامًا بعد صراع طويل مع مرض سرطان البنكرياس؛ وبرحيله يفقد القضاء الأميركي والعالم شخصية استثنائية جمعت بين صرامة تطبيق القانون وروح الرحمة والإنسانية، حيث ترك بصمة فريدة تجاوزت جدران قاعة المحكمة لتصل إلى قلوب الملايين عبر مقاطع محاكماته الشهيرة ورسائله المؤثرة.
رسالة فرانك كابريو الأخيرة من سرير المرض
قبل وفاته بساعات، حرص القاضي فرانك كابريو على توجيه رسالة مؤثرة إلى جمهوره من سرير المستشفى، عبّر فيها عن امتنانه الكبير لكل من دعمه ودعا له في محنته، مؤكدًا أن كلمات الحب والتشجيع كانت تمنحه القوة للاستمرار في مواجهة المرض.
وقال في رسالته الأخيرة: “أود أن أشكر من أعماق قلبي كل شخص أحاطني بالدعم والدعاء، كلماتكم تعني الكثير لي ولعائلتي، أطلب منكم أن تواصلوا تذكروني في صلواتكم، فأنا مؤمن تمامًا بقوة الدعاء وأن الله يسمعنا جميعًا.”
ولم يُخفِ القاضي الراحل صعوبة المرحلة التي مر بها بعد تعرضه لانتكاسة جديدة، حيث أوضح أنه عاد إلى المستشفى بعد أن كان قد شعر بتحسن ملحوظ في الفترة الماضية؛ ورغم الألم أصر على أن يظهر شجاعًا ومتماسكًا، مؤكدًا أن صلوات الناس كانت ترفع من معنوياته وتمنحه عزيمة للاستمرار.
المسيرة القضائية والإنسانية للفاضي فرانك كابريو
وُلد فرانشيسكو “فرانك” كابريو عام 1936، وعُرف في الولايات المتحدة كواحد من أبرز القضاة الذين جمعوا بين هيبة القضاء وإنسانية القلب. فقد تولى منصب رئيس قضاة المحكمة البلدية في بروفيدنس بولاية رود آيلاند منذ عام 1985، كما شغل منصب رئيس مجلس محافظي التعليم العالي في الولاية لمدة 10 سنوات.
وعلى مدار أربعة عقود من عمله، ارتبط اسمه بالرحمة والتعاطف، حيث اشتهر بمواقفه الإنسانية في قاعات المحاكم، إذ كان يستمع للمتهمين بعين الأب الحاني قبل أن يصدر حكمه، وانتشرت مقاطع فيديو من جلساته على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، لتكشف عن قاضٍ لا يكتفي بتطبيق القانون بحزم، بل يوازن بين العدالة والرأفة، وهو ما جعله يحصد لقب “القاضي الرحيم”.
تضاعفت شهرة القاضي كابريو عالميًا بعد ظهوره في البرنامج التلفزيوني الشهير Caught in Providence، الذي أنتجه شقيقه جو كابريو وتم ترشيحه عام 2021 لنيل جائزة “داي تايم إيمي”؛ وقد تحولت مقاطع الفيديو الخاصة بجلساته إلى محتوى واسع الانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي، لما تحمله من دروس في الإنسانية وروح الدعابة وإعطاء الفرص للناس بدلاً من الاقتصار على العقوبة.
تعليقات