
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تقدم الدكتورة نانسي الكسار، الطبيبة البيطرية في المديرية العامة للخدمات البيطرية، نصائح قيمة لاختيار أضحية صحية وتجنب الوقوع ضحية لبعض البائعين غير الأمناء، حيث تسعى لضمان تجربة شراء آمنة وموفقة للجميع.
خلال مداخلة هاتفية في برنامج «صباح البلد» على قناة «إن إن آي مصر»، أكدت الدكتورة نانسي على أن الإقبال الكبير على شراء الأضاحي في فترة العيد يمثل فرصة لبعض التجار لاستغلال هذا الطلب المتزايد والاحتيال على المشترين.
وشددت على أن “الغش يمكن أن يحدث في أي مكان، خاصة خلال مواسم الذروة مثل عيد الأضحى، عندما يرتفع الطلب على الأضاحي وغيرها من المنتجات المرتبطة بالاحتفال”.
وأوضحت الدكتورة نانسي أن بعض البائعين قد يلجأون إلى طرق غير مشروعة لزيادة وزن الأضحية بشكل مصطنع، وذلك من خلال تعطيش الحيوان قبل البيع وإطعامه أعلافًا مالحة أو خاصة تجبره على شرب كميات كبيرة من الماء في صباح يوم البيع، مما يؤدي إلى انتفاخ مفاجئ في منطقة البطن يوحي بوزن أكبر من الواقع.
وأشارت الدكتورة نانسي إلى أن المشترين يمكنهم بسهولة كشف هذه الحيلة، فإذا لاحظت أن حجم البطن غير متناسب مع حجم الحيوان أو أن شكله يبدو منتفخًا وغير طبيعي، فمن المحتمل أن يكون البطن ممتلئًا بالماء أو المخلفات لزيادة الوزن الظاهري.
ونصحت بأن أفضل طريقة للتحقق من ذلك هي الضغط برفق على منطقة الكرش باليدين، فإذا خرجت سوائل أو مخلفات مائية، فهذا يدل على أن الحيوان قد استهلك كمية كبيرة من الماء أو العلف بشكل غير طبيعي، مما يؤثر على الوزن الحقيقي.
وحذرت من شراء الأضحية إذا كانت معروضة بطريقة غير طبيعية، وقالت: «تجنب شراء أي حيوان معلق أو مقيد بهدف العرض»، فالأضحية السليمة يجب أن تكون قادرة على الوقوف بثبات على أرجلها الأربعة حتى تتمكن من تقييم حجمها بشكل دقيق.
وعن الصفات التي يجب أن يبحث عنها المشتري في الأضحية السليمة، أوضحت أن العيون يجب أن تكون لامعة وخالية من أي إفرازات أو احمرار، فالعينان تعتبران المؤشر الأول على صحة الحيوان.
كما يجب التأكد من عدم وجود أي جروح أو تشوهات في أطراف الحيوان، ومن الضروري أن يكون الحيوان نظيفًا، خاصة الأغنام، وينصح بتجنب شراء الأغنام ذات الصوف الكثيف أو غير المجزوز قبل البيع، لأن ذلك قد يؤثر على دقة تقدير وزن الحيوان.
وأكدت الدكتورة نانسي على أهمية سلالة الأضحية، موضحة أن أفضل أنواع الأغنام هي خروف البرقي، الذي يتميز بجودة لحمه وطعمه الفريد، كما يتميز بذيله القصير، مما يعني قلة الدهون وإنتاج لحم صافي، وتعتبر هذه السلالة الخيار الأمثل لمن يبحث عن لحوم ذات جودة عالية ومناسبة للذبح.
وبخصوص المدة التي يمكن أن تبقى فيها الأضحية لدى البائع قبل العيد، نصحت الدكتورة نانسي بأنه “إذا كان لديك مكان مناسب لحفظ الأضحية، فمن الأفضل شراؤها قبل العيد بثلاثة أو أربعة أيام، لتتأكد بنفسك أنها لم تتعرض لأي تلاعب أو تغيير في الوزن”، وقدمت هذه النصيحة لضمان الشفافية والاطمئنان.
وأضافت أنه “إذا كان البائع شخصًا موثوقًا به، فيمكنك ترك الحيوان عنده حتى العيد مع التأكد من حصوله على نفس الكمية من العلف، مع الأخذ في الاعتبار أن الحيوان قد يفقد بعض الوزن إذا بقي لأكثر من أسبوع”.
الأماكن المناسبة لشراء الأضاحي
فيما يتعلق بأفضل أماكن الشراء، شددت الدكتورة نانسي على أهمية اختيار مصادر موثوقة، مؤكدة أن “شراء الأضحية من منافذ بيع وزارة الزراعة أو المزارع المعروفة هو الخيار الأمثل لضمان سلامة وجودة الأضحية”.
وحذرت من “شراء الأضاحي من أماكن غير معروفة أو لا تلتزم بالمعايير الصحية، لأن ذلك قد يعرضك لعمليات احتيال”.
واختتمت الدكتورة نانسي حديثها بالتأكيد على ضرورة توخي الحذر عند اختيار الأضحية وتجنب الممارسات الخادعة الشائعة، مشددة على أن المعرفة والفحص الدقيق هما السبيل لشراء أضحية سليمة وآمنة.