أصبح الذهب اليوم مرآة تعكس بوضوح واقع الاقتصاد العراقي، فالكثير من المواطنين لم يعودوا يتعاملون معه كمجرد معدن للزينة بل تحول إلى أداة أساسية لتقدير القوة الشرائية وتحديد القرارات المالية اليومية، ومع الاضطرابات الاقتصادية التي يشهدها العالم، يظل الذهب الخيار الأول الذي يراقبه العراقيون بدقة باعتباره الملاذ الذي قد يوازن آثار تقلبات الدولار وأسعار النفط، وهذا الارتباط الوثيق جعل كل تغيير في الأسواق العالمية ينعكس مباشرة على الحياة اليومية للأسر والمتداولين في الداخل.
تحركات سعر مثقال الذهب في العراق اليوم عيار 21 في تعاملات اليوم
في بداية تعاملات الاثنين 18 أغسطس 2025 سجل سعر مثقال الذهب في العراق اليوم عيار 21 حالة من الاستقرار النسبي، هذا الاستقرار أعطى بعض الاطمئنان للمتعاملين لكنه لم يبدد المخاوف من تقلبات مفاجئة، فالمحللون يؤكدون أن أي قرار سياسي داخلي أو تغير عالمي في بورصات المعادن الثمينة قادر على قلب المعادلة خلال ساعات، ولهذا يتابع التجار والمستثمرون الأسعار لحظة بلحظة حتى في فترات الإجازات، إدراكًا منهم أن المكسب أو الخسارة يمكن أن يحدث بسرعة لا تسمح بالتأجيل.
أسعار الذهب باختلاف الأعيرة
تشهد السوق العراقية تفاوتًا في أسعار الذهب حسب نوع العيار وجودته، مما يتيح فرصًا متنوعة أمام المواطنين والمستثمرين، فقد بلغ سعر عيار 24 نحو 143,027 دينارًا أي ما يعادل 109 دولارات، بينما سجل عيار 22 حوالي 131,108 دنانير أي ما يقارب 100 دولار، أما عيار 21 الأكثر انتشارًا فبلغ 125,149 دينارًا أي حوالي 96 دولارًا، في حين وصل عيار 18 إلى 107,270 دنانير أي ما يقارب 82 دولارًا، وأخيرًا سجل عيار 14 نحو 83,432 دينارًا أي 64 دولارًا، هذا التنوع في الأسعار يخلق مساحة أوسع للتداول بين فئات المجتمع المختلفة بحسب قدرتهم الشرائية.
مكانة الجنيه الذهب في السوق
لا يقتصر الحضور على المثقال والأعيرة المتنوعة بل يمتد ليشمل الجنيه الذهب الذي يتمتع بشعبية كبيرة داخل السوق العراقي، إذ يعتبره كثيرون وسيلة استثمار طويلة الأمد تحافظ على قيمتها في وجه الأزمات، وقد بلغ سعر الجنيه الذهب من عيار 21 حوالي 1,201,426 دينارًا أي ما يعادل 918 دولارًا، هذا الرقم يعكس ثقة واسعة في هذه الصيغة تحديدًا سواء كمخزن للقيمة أو كهدايا ذات معنى اقتصادي واجتماعي، ما يجعل الجنيه الذهب لاعبًا أساسيًا في حركة السوق.
توقعات مستقبلية بين الحذر والتفاؤل
على الرغم من أن بيانات اليوم توحي باستقرار نسبي، إلا أن الصورة الكاملة لا تزال مليئة بالتحديات، فالسوق العراقية تظل رهينة لتقلبات أسعار النفط العالمية ولسعر صرف الدولار، وهو ما يعني أن أي تغير خارجي يمكن أن يعيد رسم خريطة الأسعار في وقت قصير، لذلك ينصح الخبراء بضرورة الحذر والتخطيط الدقيق لتوقيتات البيع والشراء، لأن الوعي بالمتغيرات ومتابعة السوق بشكل مستمر يمنح الأفراد فرصة أكبر للاستفادة من الفرص وتقليل حجم المخاطر، في سوق اعتاد أن يكون سريع التأثر وغير ثابت على المدى الطويل.
تعليقات