أثار نبأ وفاة الفنان أحمد عامر، نجم أغاني المهرجانات، صدمة كبيرة في الأوساط الفنية، بعد تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة أثناء عودته من حفل غنائي أحياه في مدينة المنصورة، هذا الخبر المؤسف سلط الضوء على تزايد حالات النوبات القلبية بين الشباب، بعد أن كانت في الماضي مرتبطة بشكل أساسي بكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، وفقًا لتقرير صادر عن موقع “clevelandclinic”، هناك عوامل متعددة تزيد من خطر تعرض الشباب للنوبات القلبية، بما في ذلك أمراض القلب الخلقية، العوامل الوراثية، وأنماط الحياة غير الصحية
الآن، دعونا نتعمق في الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة المقلقة ونستكشف سبل الوقاية الممكنة، لكي نحمي صحة قلوب شبابنا، من الضروري فهم العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب في سن مبكرة، واتخاذ خطوات استباقية لتعزيز نمط حياة صحي يدعم صحة القلب والأوعية الدموية
ما الأسباب المؤدية إلى الإصابة بالنوبات القلبية لدى المراهقين؟
هناك عدة عوامل وحالات صحية قد تزيد من خطر إصابة المراهقين بالنوبات القلبية، لنتعرف عليها بالتفصيل
1. أمراض القلب الخلقية
تشوهات القلب الخلقية، وهي عيوب يولد بها الشخص، تؤثر على تركيب القلب ويمكن أن تعيق تدفق الدم عبر الشرايين التاجية، من بين الأمثلة على هذه التشوهات تضيق الصمام الأبهري، وهو تضيق في الصمام الذي يفصل البطين الأيسر عن الشريان الأورطي
كذلك، سماكة جدار البطين الأيسر، المعروفة باعتلال عضلة القلب الضخامي، يمكن أن تكون خلقية أو تتطور بمرور الوقت
إذا لم يتم تشخيص أمراض القلب الخلقية وعلاجها، فإن خطر الإصابة بالسكتة القلبية يرتفع بشكل ملحوظ، وحتى مع العلاج، قد تزيد هذه الأمراض التي تؤثر على بنية القلب من خطر الإصابة بتضييق الشرايين والنوبات القلبية
2. فرط كوليسترول الدم
فرط كوليسترول الدم العائلي هو اضطراب وراثي نادر يمكن أن يسبب ارتفاع مستويات الكوليسترول لدى الأطفال، وتعتمد حدة الحالة على وجود طفرة جينية واحدة أو اثنتين
فرط كوليسترول الدم العائلي المتماثل (HoFH) ينتج عن وجود طفرتين جينيتين، مما يؤدي إلى ارتفاع حاد في مستويات الكوليسترول في الدم منذ سن مبكرة، هذه الحالة نادرة جدًا، حيث تصيب شخصًا واحدًا من بين كل 250,000 شخص، وتزيد من خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي وتضيق الأبهر في سن المراهقة
3. مضاعفات مرض كاواساكي
مرض كاواساكي (KD) عادة ما يصيب الأطفال دون سن الخامسة، ولا يزال سبب هذا المرض غير معروف، ولكنه مرض التهابي يمكن أن يؤثر على أجزاء مختلفة من الجسم، بما في ذلك القلب، إذا لم يتم تشخيص المرض وعلاجه، فقد يتسبب في تلف القلب والأوعية الدموية بعدة طرق
يتسبب مرض كاواساكي في التهاب الشرايين التاجية، مما قد يؤدي إلى تمددها وزيادة خطر تكون الجلطات، وهذا بدوره يمكن أن يضعف أو يعيق تدفق الدم، مما قد يؤدي إلى نوبة قلبية، بعض المرضى الذين يعانون من تمدد الشرايين التاجية بسبب مرض كاواساكي قد يحتاجون إلى تناول الأسبرين أو مميعات الدم لأشهر، أو حتى مدى الحياة، بعد الإصابة الحادة بالمرض
قد تصاب بعض الشرايين التاجية بالتضيق بعد زوال الالتهاب، مما قد يضعف تدفق الدم ويؤدي إلى نقص التروية (نقص تدفق الدم إلى القلب)، وربما نوبة قلبية
الأشخاص المصابون بمرض كاواساكي معرضون أيضًا لخطر الإصابة بمستويات غير طبيعية من الكوليسترول وتكوّن اللويحات
إذا لم يتم علاج مرض كاواساكي، فإن تمدد الشرايين التاجية وتكوّن الجلطات يمكن أن يؤديا إلى نوبة قلبية، ولكن مع العلاج الفوري، يمكن لمعظم الأطفال التعافي تمامًا من هذا المرض
4. اتجاهات نمط الحياة غير الصحية
يعتمد خطر إصابة المراهقين بأمراض القلب والنوبات القلبية بشكل كبير على العوامل الوراثية وعوامل الخطر الأخرى التي لا يمكن تغييرها، ومع ذلك، هناك خيارات نمط حياة يمكن التحكم فيها والتي قد تؤثر أيضًا على هذا الخطر
قد تزيد بعض خيارات نمط الحياة من خطر الإصابة بالنوبات القلبية لدى الشباب، على سبيل المثال، قلة النشاط البدني يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسمنة، والسكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول
اتباع نظام غذائي غير متوازن أو يعتمد على الأطعمة المصنعة يمكن أن يؤدي إلى السمنة والسكري من النوع الثاني، وهما من عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بالنوبات القلبية
التدخين يمكن أن يزيد من تراكم اللويحات في الشرايين ويزيد من احتمالية حدوث الانسداد
أعراض النوبة القلبية لدى المراهقين
قد تكون أعراض النوبة القلبية لدى المراهقين خفيفة ومختلفة عما هو شائع في الأفلام، على سبيل المثال، أعراض مثل ألم الصدر أو ضيق التنفس (عند عدم ممارسة أي نشاط) نادرًا ما تكون علامات تحذيرية للنوبة القلبية لدى الأطفال والمراهقين، وغالبًا ما تكون هذه الأعراض ناتجة عن ألم عضلي، أو صعوبات في التنفس، أو ارتجاع حمض المعدة، أو القلق
تشمل أعراض القلب الأكثر إثارة للقلق لدى المراهقين عدم كفاية تدفق الدم إلى عضلة القلب، وتظهر على النحو التالي
ألم، أو ضغط، أو ضيق في الصدر أثناء ممارسة الرياضة
الإغماء أثناء ممارسة الرياضة
صعوبة في التنفس أثناء ممارسة التمارين الرياضية التي لا ترتبط بشكل واضح بالربو أو أمراض الرئة الأخرى
وفقًا لجمعية القلب الأمريكية، قد تظهر أعراض الشريان التاجي المفاجئة بشكل مختلف لدى الأشخاص المصابين بمرض كاواساكي
في الأطفال الأكبر سنًا الذين يعانون من تضخم كبير في الشرايين التاجية (تمدد الأوعية الدموية التاجية) بسبب مرض كاواساكي، قد يظهر نقص التروية أيضًا على النحو التالي
ألم في الذراع أو البطن
ضيق التنفس
القيء
تغير لون الجلد
أما الرضع والأطفال الصغار الذين أصيبوا بمرض كاواساكي ويعانون من تدفق غير كافٍ للشريان التاجي أو نوبة قلبية، فقد تظهر عليهم الأعراض التالية
ألم غير محدد (من الصعب تحديد مكانه)
البكاء والأرق غير المبرر
مظهر شاحب وتعرق
ألم الصدر والإغماء عند ممارسة الرياضة هما من الأعراض المثيرة للقلق، ولكن حتى هذه الأعراض قد تكون ناجمة عن مشاكل أخرى، لذلك، يجب عليك دائمًا مراجعة طبيبك المعالج فورًا، والذي يمكنه إحالتك إلى طبيب قلب لإجراء تقييم ورعاية فورية، إذا لزم الأمر
كيفية تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية لدى المراهقين
للحفاظ على صحة قلبك في سن مبكرة، يوصى باتباع الخطوات التالية
احضر جميع المواعيد الصحية الموصى بها، خاصة إذا كنت تعاني من مرض خلقي في القلب أو كنت رياضيًا مصابًا بحالة قلبية
تعرف على التاريخ الطبي لعائلتك لتحديد أي أمراض وراثية أو جينية وعلاجها في وقت مبكر
اتبع نمط حياة صحيًا يشمل ممارسة الرياضة بانتظام، وتناول نظام غذائي صحي، وتجنب التدخين
أبلغ عن أي أعراض غير معتادة لتحديد المشكلات الصحية الأساسية بسرعة