في أحيان كثيرة، تجتاحنا موجة عارمة من المشاعر القوية والمفاجئة، وهو ما يُعرف بـ “الفيضان العاطفي”، هذه الحالة المفرطة في التحفيز قد تعيق قدرتنا على التحكم في مشاعرنا أو التفكير بوضوح، وقد تؤدي إلى الانعزال الذهني، أو نوبات عاطفية حادة، أو ردود فعل مثل الهروب أو الغضب، وذلك وفقًا لموقع “Very well mind” المتخصص.
الفيضان العاطفي ليس حكرًا على أحد، بل هو تجربة إنسانية قد يتعرض لها أي شخص، ومع ذلك، فإن الأفراد الذين عانوا من صدمات سابقة، أو يعيشون تحت ضغوط مزمنة، أو لديهم استعداد وراثي، أو يمتلكون مزاجًا مضطربًا، قد يكونون أكثر عرضة لهذه المشاعر المتأججة.
أسباب ومحفزات الفيضان العاطفي
أنماط التفكير السلبية تلعب دورًا في تفاقم الفيضانات العاطفية، فالأشخاص الذين لديهم تاريخ من الاكتئاب أو القلق المرتفع، خاصةً أولئك الذين يميلون إلى المبالغة في الأمور، أو التفكير بطريقة “أبيض أو أسود”، أو يحملون معتقدات سلبية عن أنفسهم، هم أكثر عرضة لهذه التجربة العاطفية الجارفة.
هناك أيضًا بعض الاضطرابات الشخصية، مثل اضطراب الشخصية الحدية، التي تتميز بمشاعر متقلبة وسريعة التغير، وبالتالي، قد يكون الأفراد الذين يعانون من هذه الاضطرابات أكثر عرضة للفيضانات العاطفية.
الفيضان العاطفي قد ينجم عن مجموعة متنوعة من الضغوط، بما في ذلك تذكر أو الخوض في صدمات أو تجارب سابقة، أو مواجهة ضغوط الحياة اليومية، أو الصراعات في المنزل أو العمل، أو فقدان شخص عزيز، أو الشعور بالحزن العميق، إضافة إلى ذلك، تشمل الأسباب الشائعة الأخرى للفيضان العاطفي مشاكل العلاقات، والقلق المستمر، وتعاطي المواد المخدرة.
علامات الفيضان العاطفي
تختلف مظاهر الفيضان العاطفي من شخص لآخر، لكن هناك بعض العلامات المميزة التي تشير إلى هذه الحالة، ومن بينها:
الأعراض النفسية
الشعور بفقدان السيطرة على المشاعر.
عدم القدرة على التفكير بوضوح.
زيادة احتمالية اتخاذ قرارات متسرعة أو غير منطقية.
التحدث السلبي مع الذات.
تلاحق الأفكار.
نوبات من البكاء أو الإحساس بالرغبة في البكاء.
الرغبة الملحة في الهرب أو الفرار من الموقف.
الأعراض الجسدية
زيادة في معدل ضربات القلب.
تغيرات في وتيرة التنفس.
الشعور بضيق في المعدة.
التعرق الزائد.
الارتعاش.
تكمن المشكلة في أن هذه الأعراض قد تتفاقم وتؤدي إلى شعور أكبر بالذعر.
تأثير الفيضانات العاطفية على الصحة العقلية والعلاقات
الفيضان العاطفي قد يكون تجربة مؤلمة للغاية، سواء على المدى القصير أو الطويل، وإذا تُرك دون علاج، فقد يؤثر سلبًا على الصحة النفسية والعلاقات مع الآخرين، هذه المشاعر الجامحة قد تزيد من القلق والاكتئاب، وتوتر العلاقات بسبب ردود الأفعال غير المنضبطة، وتدني احترام الذات.
الأشخاص الذين يعانون من الفيضانات العاطفية المتكررة قد يجدون صعوبة في حل المشكلات واتخاذ القرارات، وقد يميلون إلى العزلة والانسحاب من العلاقات بشكل كامل.
التعامل مع الفيضانات العاطفية
عند التعرض لهذه الحالة، هناك عدة خطوات يمكن اتخاذها لاستعادة السيطرة على الحالة العاطفية، مثل:
حدد المحفزات الخاصة بك
لتجنب الفيضان العاطفي، من الضروري أولاً تحديد الأسباب التي قد تؤدي إليه، قد تشمل هذه الأسباب مواضيع معينة في الحديث، أو أشخاص في حياتك، أو عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم، أو عدم ممارسة النشاط البدني بانتظام.
تمارين التنفس
ممارسة تمارين التنفس الواعية، مثل تقنية 4-7-8 أو التنفس الصندوقي، يمكن أن تساعد في تهدئة الجهاز العصبي مؤقتًا وتخفيف حدة المشاعر المتصاعدة.
مارس المزيد من التعاطف مع الذات
من الضروري الانتباه إلى حديثك الداخلي وما تقوله لنفسك في لحظات التوتر العاطفي، تُظهر الأبحاث أن التعاطف مع الذات يعزز الصحة العامة، لذا، إذا بدأت في التحدث بسلبية عن نفسك، حاول تغيير هذا المسار وقل شيئًا إيجابيًا، تذكر، لا تقل لنفسك ما لا ترغب أن تقوله لصديق أو فرد من عائلتك.
تطوير ممارسة الرعاية الذاتية
أنشئ مجموعة من الأنشطة التي تستمتع بها وتمنحك شعورًا بالراحة، قد تشمل هذه الأنشطة ممارسة الرياضة، أو المشي في الطبيعة، أو الحصول على قسط كافٍ من النوم، أو القيام بأعمال يدوية، أو القراءة، أو الاستمتاع بحمام دافئ.
فكر في العلاج
لست مضطرًا لمواجهة الفيضانات العاطفية المستمرة بمفردك، على الرغم من أن تقنيات التأقلم التي ذكرناها قد تساعدك، إلا أن طلب المساعدة من متخصص يمكن أن يسرع من عملية التعافي.