
في تعاملات يوم الثلاثاء الموافق الأول من يوليو، شهد مؤشر Dow Jones الصناعي ارتفاعًا، بينما تخلى المستثمرون عن أسهم التكنولوجيا مع بداية النصف الثاني من عام 2025، مما يعكس تحولًا في استراتيجياتهم الاستثمارية, يشير ذلك إلى تغير في تفضيلات المستثمرين والتركيز على قطاعات أخرى في السوق, مع تقييم المستثمرين لآخر التطورات المتعلقة بالأسواق، بما في ذلك مشروع قانون الضرائب والإنفاق الضخم الذي أقره مجلس الشيوخ اليوم، بالإضافة إلى تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول حول الفائدة والاقتصاد, هذه العوامل تلعب دورًا حاسمًا في توجيه قرارات المستثمرين وتحركات السوق.
ويعكس هذا التحول تقييمًا دقيقًا للتطورات الاقتصادية والسياسية, حيث يراقب المستثمرون عن كثب تأثيرات التشريعات الجديدة وتصريحات المسؤولين الماليين على أداء السوق ومستقبل الاستثمارات, كما أن هذا التقييم يساهم في إعادة توزيع رؤوس الأموال بين القطاعات المختلفة, مما يؤدي إلى تغييرات في أداء المؤشرات الرئيسية, ويتوقع المحللون أن يستمر هذا التوجه في التأثير على السوق خلال الفترة القادمة.
تأثير المؤشرات الرئيسية
شهد مؤشر S&P 500 انخفاضًا طفيفًا بنحو 0.1%، في حين تراجع مؤشر Nasdaq المركب بنسبة 0.8%, بالمقابل، ارتفع مؤشر Dow Jones الصناعي بمقدار 400 نقطة, أو بنسبة 0.9%, هذه الأرقام تعكس التباين في أداء القطاعات المختلفة, حيث تأثرت أسهم التكنولوجيا بشكل خاص، بينما حققت القطاعات الأخرى مكاسب ملحوظة.
تحول في استراتيجيات التداول
تخلى المتداولون عن أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة, مثل Nvidia وMicrosoft, واتجهوا بدلاً من ذلك إلى شراء أسهم شركات الرعاية الصحية, هذا التحول يعكس تغييرًا في تفضيلات المستثمرين, حيث يبحثون عن فرص استثمارية في قطاعات أخرى قد تكون أقل عرضة للتقلبات.
التحول عن انتعاش السوق المدفوع بالتكنولوجيا
يمثل هذا التحول نقطة تحول عن انتعاش السوق الذي كان مدفوعًا بالتكنولوجيا في الربع الثاني, حيث قفز صندوق SPDR لقطاع التكنولوجيا المختار بنحو 23% خلال تلك الفترة, لكنه انخفض بنحو 1% مع بداية الربع الثالث, يشير ذلك إلى أن زخم النمو في قطاع التكنولوجيا قد بدأ يتباطأ, وأن المستثمرين يبحثون عن فرص جديدة في قطاعات أخرى.
أنتوني ساجليمبيني، كبير استراتيجيي السوق في Ameriprise, علق على التطورات في أداء السوق قائلًا: “خلال الشهرين الأخيرين من الربع, كان التوجه نحو المخاطرة كبيرًا”, وأضاف: “كان الأمر يتعلق بشراء الأسهم التي تتمتع بعوامل نمو قوية طويلة الأجل, مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا, أعتقد أننا استنفدنا هذه الصفقة”, هذا التصريح يسلط الضوء على أن المستثمرين قد استغلوا بالفعل الفرص المتاحة في قطاع التكنولوجيا, وأنهم يبحثون الآن عن استثمارات جديدة.
تراجع أسهم تسلا
تراجعت أسهم شركة Tesla بنحو 5%، بعد أن ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منشور على منصة “تروث سوشيال” إلى ضرورة مراجعة الدعم الحكومي الذي تلقته شركات إيلون ماسك, هذا التراجع يعكس حساسية السوق للأخبار المتعلقة بالسياسات الحكومية وتأثيرها على الشركات الكبرى.
يأتي ذلك بعد أن هاجم ماسك مشروع قانون الضرائب والإنفاق الذي اقترحه ترامب، واصفًا إياه بأنه “جنوني ومدمر تمامًا”, وردًا على ذلك، كتب ماسك على منصة “إكس”: “أنا حرفيًا أقول: أوقفوا كل شيء الآن”, هذا التوتر بين ترامب وماسك يعكس خلافات علنية متكررة حول سياسات الدعم والإنفاق الحكومي.
هذا التوتر الأخير هو امتداد لخلافات علنية متكررة بين ترامب وماسك خلال العام الجاري, لا سيّما حول سياسات الدعم والإنفاق الحكومي, هذه الخلافات تؤثر على ثقة المستثمرين وتؤدي إلى تقلبات في أسعار الأسهم.
إقرار مشروع القانون الضخم
أقر مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع القانون الضخم بأغلبية 51 صوتًا مقابل 50 صوتًا, وذلك بعد إجراء تعديلات على المسودة الأولى له في المجلس, سينتقل القانون حاليًا إلى مجلس النواب, الذي لا يزال بإمكانه رفض أي تعديلات على التشريع, هذا الإقرار يمثل خطوة هامة في تنفيذ السياسات الاقتصادية الجديدة, ولكنه لا يزال يواجه تحديات في مجلس النواب.
باول: خفض الفائدة كان سيحدث لولا الرسوم الجمركية
أكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أن الاحتياطي الفدرالي كان سيخفض معدلات الفائدة مجددًا لولا الرسوم الجمركية, وأضاف أن أي خطوة مستقبلية ستعتمد على البيانات, ولم يُجب بشكل مباشر بشأن ما إذا كان الخفض في يوليو سيكون مبكرًا جدًا أم لا, هذه التصريحات تعكس التحديات التي تواجه البنك المركزي في ظل التغيرات الاقتصادية والسياسية.
وقال باول: “في الواقع, علقنا العمل عندما رأينا حجم الرسوم الجمركية, وارتفعت جميع توقعات التضخم للولايات المتحدة بشكل ملحوظ نتيجةً لها”, هذه التصريحات تسلط الضوء على تأثير السياسات التجارية على التضخم وقرارات البنك المركزي.