«صدمة ونزوح جماعي!» الأمم المتحدة: قصف إسرائيلي مكثف يؤدي إلى تشريد 1500 أسرة من شمال غزة في أسبوع

أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في غزة، منذ صدور أمر الطرد الأخير الأحد الماضي، أدت إلى نزوح ما لا يقل عن 1500 عائلة من شمال غزة وشرق محافظة غزة، والتي تتجه الآن نحو الأجزاء الوسطى والغربية من المحافظة، مما يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية أصلاً
وبحسب مركز الأمم المتحدة للإعلام، أفاد دوجاريك أن القصف الإسرائيلي العنيف والهجمات على خمسة مبانٍ مدرسية في شمال غزة، والتي كانت تؤوي عائلات نازحة، قد أسفرت عن وقوع وفيات وإصابات، مما أدى إلى ترويع المدنيين وزيادة معاناتهم، وقد اضطرت العديد من العائلات التي فرت من المدارس التي قُصفت إلى العودة إلى شمال غزة، وذلك بشكل أساسي بسبب عدم وجود سبل عيش بديلة وندرة المأوى في أماكن أخرى، ما يعكس حجم الأزمة الإنسانية المتفاقمة
وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن خيمة إيواء في ساحة مستشفى الأقصى في دير البلح تعرضت للقصف، ما أدى إلى إصابة العديد من الأشخاص، مما يهدد بتقويض قدرة المستشفى على تقديم الرعاية الطبية اللازمة
كما أكدت منظمة الصحة العالمية تضرر قسم الطب الباطني بالمستشفى وتعطل خط إمداد الأكسجين، الأمر الذي يعرض حياة المرضى للخطر، وقد وثّقت المنظمة 734 هجومًا على المرافق الصحية في غزة منذ 23 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وجددت دعوتها لحماية المدنيين والمرافق الصحية، مشددة على ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي
من جانبه، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) على ضرورة حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية بموجب القانون الإنساني الدولي، وأوضح المكتب أن القيود المفروضة على الحركة لا تزال تشكل تحديًا كبيرًا، مما يمنع الشركاء من تقديم المساعدة والخدمات الأساسية بشكل مستدام ومنتظم وقابل للتنبؤ، الأمر الذي يعيق جهود الإغاثة الإنسانية
وجد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن السلطات الإسرائيلية سهّلت ثماني محاولات من أصل خمس عشرة لتنسيق التحركات الإنسانية داخل قطاع غزة، بما في ذلك مهمات إزالة الأنقاض، ورُفضت ثلاث مهمات أخرى رفضًا قاطعًا، وعُرقلت مهمتان، وأُلغيت مهمتان أخريان لأسباب أمنية أو لوجستية، ما يعكس الصعوبات التي تواجه العمل الإنساني في غزة
مع تناقص المساعدات الإنسانية والإمدادات الأساسية، يعاني سكان قطاع غزة من نقص متزايد في سبل العيش، كما قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، وأضاف: “هذا تحذير يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان فتح جميع المعابر الحدودية وتمكين جميع العمليات الإنسانية، بما في ذلك إيصال الإمدادات الأساسية بكفاءة”، محذرًا من عواقب وخيمة إذا لم يتم التحرك الفوري
إمدادات الوقود أصبحت منخفضة، ما يهدد بانهيار الخدمات الأساسية
حذّر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية من أن إمدادات الوقود آخذة في النفاد بسرعة، مما قد يلحق عواقب وخيمة بالسكان المدنيين، وأشار المكتب إلى أن مجمع الشفاء الطبي قد أوقف خدمات غسيل الكلى بسبب نقص الوقود، وأن ساعات عمل العناية المركزة محدودة ببضع ساعات يوميًا، ما يعرض حياة المرضى للخطر الشديد
أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن ضمان الوصول المستدام للوقود ضروري لمنع انهيار البنية التحتية اللوجستية الإنسانية، وأشار إلى أنه لم يصل أي وقود إلى غزة منذ انتهاء وقف إطلاق النار قبل نحو 17 أسبوعًا، ومع نفاد الإمدادات المتاحة، حذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية من احتمال إغلاق المزيد من المرافق المنقذة للحياة قريبًا، كما حذر برنامج الغذاء العالمي من أن فرصة مكافحة الجوع في غزة تتلاشى بسرعة، ما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا
وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن دعم هذه الجهود يتطلب نقاط وصول متعددة وطرق آمنة للناس، فضلاً عن دعم المجتمع الدولي ووقف إطلاق النار المستدام، من أجل ضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها وتخفيف المعاناة الإنسانية