سيول مدمرة في باكستان تخلف مئات الضحايا والسلطات تواصل سباق الوقت لإنقاذ الناجين –

في مشهد مأساوي يعكس قوة الطبيعة وغضبها شهدت عدة مناطق في شمال غرب باكستان سيولا جارفة وأمطارا غزيرة أودت بحياة المئات وتركت خلفها دمارا واسعا في المنازل والبنية التحتية وتشير التقارير الأولية إلى أن حصيلة الضحايا تجاوزت ثلاثمائة شخص أغلبهم من منطقة بونر التي كانت الأكثر تضررا جراء ما وصفه الخبراء بظاهرة نادرة تسمى انفجار السحب حيث هطلت كميات هائلة من الأمطار في وقت قصير لتجرف معها كل ما في طريقها من مبان وطرق ومركبات وقد أجبرت هذه الأوضاع القاسية السلطات على تعليق عمليات الإنقاذ لعدة ساعات قبل أن تستأنفها مرة أخرى وسط ظروف مناخية صعبة ومعقدة ومن خلال موقع مصر نيوز ستعرف كل التفاصيل.
جهود الإنقاذ والإغاثة مستمرة
تواصل السلطات الباكستانية تحركاتها المكثفة لمواجهة آثار الكارثة حيث تعمل فرق الإنقاذ على إعادة فتح الطرق المنهارة ومد الجسور المؤقتة لضمان وصول المساعدات إلى المناطق المنكوبة وتم إرسال شحنات كبيرة من الغذاء والأدوية والخيام والبطاطين إضافة إلى مولدات كهرباء ومعدات لسحب المياه ويؤكد المسؤولون أن الأولوية القصوى تتمثل في إنقاذ المحاصرين وتوفير مأوى آمن للناجين الذين فقدوا منازلهم في هذه الكارثة.
منطقة بونر في قلب المأساة
كانت بونر من أكثر المناطق تضررا حيث تجاوز عدد الضحايا فيها مئتي شخص نتيجة الأمطار الغزيرة والسيول والانهيارات الطينية والصخرية وقد اجتاحت المياه منازل عديدة وجرفت مباني كاملة بينما اضطر آلاف السكان إلى النزوح نحو مناطق أكثر أمانا وأفادت السلطات أن معدل هطول الأمطار في بونر تجاوز 150 ملليمترا خلال ساعة واحدة وهو معدل غير مسبوق تسبب في انفجار الأنهار والوديان المحيطة بالمدينة.
ظاهرة انفجار السحب
أرجع الخبراء السبب الرئيس لهذه الكارثة إلى ما يعرف بانفجار السحب وهي ظاهرة جوية نادرة تحدث عندما تهطل كميات كبيرة من الأمطار في نطاق جغرافي ضيق خلال وقت قصير وقد نتج عنها في هذه الحالة سيول جارفة لم تتمكن شبكات الصرف أو التضاريس الجبلية من استيعابها ما أدى إلى انهيارات أرضية وانجرافات كبيرة للطرق والمباني.
خسائر بشرية ومادية متصاعدة
إلى جانب الخسائر البشرية المروعة فقد سجلت السلطات أضرارا كبيرة في البنية التحتية حيث انهارت طرق رئيسية وجسور وانقطعت الكهرباء عن مناطق شاسعة كما تحطمت طائرة هليكوبتر كانت تحمل إمدادات إغاثية في منطقة باجور القريبة من الحدود الأفغانية بسبب سوء الأحوال الجوية مما أسفر عن مصرع أفراد طاقمها الخمسة وأكدت السلطات أن عمليات الإنقاذ تواجه تحديات هائلة بسبب استمرار الأمطار وعدم استقرار الطقس.
نقل السكان إلى مناطق آمنة
أفاد مسؤولو الإغاثة أنه تم إجلاء أكثر من ألفي شخص في منطقة سوات إلى أماكن أكثر أمانا بعد أن فاضت الأنهار على جانبيها وأصبحت القرى المحيطة عرضة لخطر الغرق الكامل وتعمل السلطات على توفير مراكز إيواء مؤقتة للسكان مع التركيز على تلبية الاحتياجات الأساسية من الغذاء والمياه النقية والرعاية الطبية.
موسم أمطار استثنائي
تشهد باكستان خلال الموسم الحالي معدلات أمطار أعلى بكثير من المعتاد وهو ما ساهم في تفاقم الأزمة حيث لقي مئات الأشخاص حتفهم خلال الأسابيع الماضية نتيجة سيول متكررة وانهيارات أرضية وتزايدت التحذيرات من أن التغيرات المناخية تلعب دورا كبيرا في زيادة شدة هذه الظواهر الطبيعية غير المسبوقة.
أزمة إنسانية متصاعدة
لا تزال الكارثة الإنسانية في باكستان تتكشف يوما بعد يوم حيث تواجه الحكومة تحديا هائلا في إنقاذ الأرواح وتقديم المساعدة للآلاف من الناجين الذين فقدوا كل شيء وتبقى المخاوف قائمة من أن تتفاقم الأوضاع إذا استمرت الأمطار الغزيرة خلال الأيام المقبلة الأمر الذي قد يزيد من أعداد الضحايا ويضاعف من حجم الدمار الذي خلفته هذه الكارثة الطبيعية غير المسبوقة.
تعليقات