في إطار اهتمام الدولة بتطوير المنظومة الصحية، قام الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بمتابعة سير العمل في منظومة التأمين الصحي الشامل بمحافظة الأقصر، إحدى محافظات المرحلة الأولى، وذلك من خلال زيارة تفقدية لمجمع الأقصر الطبي الدولي، الصرح الطبي المتميز، للوقوف على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، وضمان تحقيق أهداف المشروع القومي الطموح، وتحقيق رفاهية المواطن المصري.
وكان في استقبال رئيس الوزراء والوفد المرافق له، الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، والدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، بالإضافة إلى الدكتور أحمد البرعي، رئيس إقليم الصعيد بالهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على فرع الأقصر، والدكتور محمد العقبي، مدير المجمع، حيث استعرضوا جهود تطوير المجمع والخدمات التي يقدمها للمواطنين.
وخلال الجولة، أكد الدكتور خالد عبدالغفار على أهمية المشروع في تحقيق هدف استراتيجي للحكومة، وهو توفير نظام صحي شامل لجميع المواطنين، مشيراً إلى أن هذا الهدف يتماشى مع استراتيجية بناء الإنسان المصري وتعزيز جودة حياته، وذلك من خلال إتاحة خدمات صحية متميزة وعالية الجودة، وهذا ما تسعى الدولة لتحقيقه لضمان صحة وسلامة المجتمع.
في هذا السياق، صرح نائب رئيس مجلس الوزراء بأن الحكومة تهدف إلى تقديم خدمات طبية بأعلى معايير الجودة، مع الوصول إلى نسبة 85% في تقديم خدمات التأمين الصحي بحلول عام 2026، ولتحقيق ذلك، يجري العمل على إصلاح وتأهيل 580 منشأة صحية بحلول نفس العام، ما يعكس التزام الدولة بتطوير البنية التحتية للقطاع الصحي.
وبالحديث عن مجمع الأقصر الطبي الدولي، أوضح الدكتور خالد عبد الغفار أنه يُعد صرحاً طبياً جديداً يضاف إلى منظومة الرعاية الصحية في مصر، حيث يقدم خدمات علاجية متميزة بجودة عالمية لأهالي الصعيد بشكل عام، وأهالي محافظة الأقصر بشكل خاص، باعتبارها أولى محافظات تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل الجديد في صعيد مصر، لافتاً إلى أن تكلفة إنشاء هذا المجمع بلغت حوالي مليار و600 مليون جنيه، وهو استثمار ضخم يهدف إلى تحسين مستوى الرعاية الصحية في المنطقة.
وخلال تفقده لأقسام المجمع، استمع رئيس الوزراء إلى شرح تفصيلي من الدكتور أحمد السبكي، الذي أوضح أن المجمع يتكون من أربع مراحل، تم الانتهاء من مرحلتين منها، وجار العمل على استكمال المراحل المتبقية، وتبلغ المساحة الإجمالية للمجمع 55 ألف متر مكعب، مبيناً أن أهمية إنشاء وتطوير هذا المجمع تكمن في حجم التغطية الصحية التي يقدمها لأكثر من مليون ونصف المليون مواطن من محافظة الأقصر، بالإضافة إلى استحداث خدمات جديدة مثل زراعة الكلى والنخاع، والجراحات التخصصية، وعلاج الأورام والحروق، فضلاً عن زيادة القدرة الاستيعابية لاستقبال حالات الطوارئ والأزمات، من خلال إضافة قسم للطوارئ وتقليل الضغط على الأقسام المماثلة في المستشفيات الأخرى، والتوسع في أعداد أسرة العناية المركزة والحضانات.
من جانبه، قدم الدكتور أحمد البرعي شرحاً مفصلاً عن مكونات وأقسام مجمع الأقصر الطبي الدولي، مشيراً إلى أنه يشتمل على المبنى الرئيسي، الذي يضم قسماً للطوارئ في الطابق الأرضي مخصصاً لاستقبال الحالات والفرز، وغرف الملاحظة، وغرف العمليات الصغرى، وفي الطابق الأول العلوي توجد غرف الإقامة والحضانات، أما الطابق الثاني العلوي فيضم أقسام العناية المركزة، بينما يشتمل الطابق الثالث العلوي على أقسام العناية الحرجة، وغرف زرع النخاع، ووحدات المناظير وعلاج الأورام، كما يضم المبنى أيضاً قسماً للحروق، وقسماً للأشعة، وأقسام العمليات الكبرى، وقسماً للحضانات، وقسماً للأورام، والمعامل، وقسم WPS AI + للإقامة الداخلية للمرضى.
كما أضاف الدكتور البرعي أن المجمع يضم مباني ملحقة بالمبنى الرئيسي، وتشمل: المبنى الإداري، وقسم العيادات الخارجية، وبنك الدم الإقليمي، ومبنى الرمد، ومبنى الغسيل الكلوي، ومبنى الأجنحة، وكل هذه المرافق تهدف إلى توفير خدمات متكاملة للمرضى في مكان واحد.
وخلال تواجده في المجمع، قام الدكتور مصطفى مدبولي، برفقة الدكتور خالد عبدالغفار والدكتور أحمد السبكي والوفد المرافق، بتتبع مراحل التعامل مع المواطنين منذ لحظة وصولهم إلى المجمع، مروراً بمرحلة التسجيل، وحتى حصولهم على الخدمة الصحية المطلوبة، وذلك للتأكد من سهولة الإجراءات وجودة الخدمة المقدمة.
وفي أثناء الزيارة، حرص رئيس مجلس الوزراء على تفقد الحالة الصحية لطفل في غرفة المتابعة بعد خضوعه لعملية جراحية في قسم المسالك البولية، وذلك في إطار منظومة التأمين الصحي الشامل، كما تحدث مع والدة الطفل للاطمئنان على جودة الرعاية التي تلقاها نجلها في المجمع، وقد أعربت الأم عن رضاها التام عن مستوى الرعاية، مشيرة إلى أن التكلفة الإجمالية بلغت 450 جنيهاً فقط كمساهمة في العملية والمتابعة لمدة 4 إلى 5 أيام، بالإضافة إلى الأدوية، بينما أوضح الأطباء أن تكلفة هذه العملية خارج مستشفيات التأمين الصحي الشامل قد تصل إلى 30 ألف جنيه، ما يبرز أهمية هذا النظام في تخفيف العبء عن المواطنين.
كما اطلع رئيس الوزراء خلال الزيارة على ملفات التحول الرقمي داخل المجمع، واستمع إلى شرح حول مراحل التسجيل للمواطنين، والخدمات الصحية المقدمة، وطرق متابعة المريض لحالته الصحية في أي فرع من فروع التأمين الصحي الشامل، دون التقيد بفرع معين، وذلك من خلال ملفه الإلكتروني المسجل في سجلات المجمع، وهو ما يعكس جهود الدولة في تطوير نظام رقمي متكامل للرعاية الصحية.
وفي ختام الزيارة، أشاد رئيس مجلس الوزراء بالجهود المبذولة في مجمع الأقصر الطبي الدولي، وبمستوى الأطباء، وجودة الرعاية والخدمات الصحية المقدمة للمواطنين في المحافظة وباقي محافظات الصعيد، مؤكداً أن مشروع التأمين الصحي الشامل يمثل أداة أساسية لإصلاح القطاع الصحي في مصر، وأن هناك توجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي بالإسراع في تحقيق حلم المصريين بتوفير تأمين صحي شامل لكل أفراد الأسرة.