موسم سهيل يبدأ اليوم وخبراء الطقس يكشفون أسراره وعدد أيامه وسبب تسميته-

مع بداية شهر أغسطس من كل عام ينتظر الناس في الجزيرة العربية ومناطق واسعة من العالم العربي حدثا فلكيا يعتبر علامة فارقة في تغير الأجواء وتحول الفصول إنه موسم سهيل الذي ارتبط منذ القدم بالزراعة والسفر والحياة اليومية وكان العرب يعتمدون على النجوم لمعرفة الطرق وتحديد المواسم ومن أبرز هذه العلامات ظهور نجم الثريا الذي يعد إشارة على دخول الصيف بينما كان ظهور نجم سهيل يمثل نهاية القيظ وبدء مرحلة جديدة من الاعتدال والراحة بعد حر شديد ولذلك فإن الإعلان عن دخوله اليوم يشكل حدثا مهما يتابعه الكثيرون ومن خلال موقع مصر نيوز ستعرف كل التفاصيل.
الاعتماد على النجوم في حياة العرب قديما
من المعروف أن العرب في الماضي لم تكن لديهم وسائل تقنية متطورة كما هو الحال اليوم فكانوا يعتمدون بشكل أساسي على مراقبة النجوم لمعرفة الاتجاهات في الصحاري الواسعة وكذلك لتحديد مواعيد الزراعة ومواسم المطر ومن أبرز هذه العلامات ظهور الثريا الذي كان رمزا لحرارة الصيف فيما كان نجم سهيل يظهر كبشارة على قرب انتهاء تلك الحرارة وبدء فترة ألطف وأجمل.
عدد أيام موسم سهيل وتقسيماته
موسم سهيل ليس مجرد ظهور نجم بل هو فترة زمنية محددة تستمر نحو اثنين وخمسين يوما مقسمة إلى أربعة نجوم رئيسية كل نجم منها يمتد ثلاثة عشر يوما وخلال هذه الفترة تحدث تغيرات كبيرة في الأجواء تبدأ تدريجيا حتى يعتدل الطقس تماما ويشعر الناس بانكسار شدة الحر وتلطيف المناخ وتكون هذه العلامات واضحة خصوصا في المناطق الصحراوية.
سبب التسمية ودلالاتها
التسمية لم تأت من فراغ بل ارتبطت بما يحدث فعليا في الأجواء حيث إنه مع دخول النجم الثاني في الثلث الأول من سبتمبر تبدأ الحرارة في التراجع بشكل ملحوظ وينكسر القيظ في عملية يطلق عليها التسهيل أي تيسير الأجواء وتلطيفها ومن هنا جاءت تسمية الموسم بسهيل باعتباره رمزا لهذا التغيير الكبير الذي ينتظره الناس بفارغ الصبر.
أهمية الموسم في الحياة الحديثة
رغم التقدم العلمي والتقني إلا أن موسم سهيل ما زال يحظى بمكانة خاصة في الثقافة العربية والخليجية بشكل خاص إذ يعتبر بداية لتحولات مناخية يترقبها الناس سواء على مستوى النشاط الزراعي أو حتى في حياتهم اليومية حيث تبدأ outdoor activities بالانتعاش وتزداد المناسبات الاجتماعية ويستعد الناس لمرحلة الخريف بما تحمله من أجواء معتدلة.
ارتباط سهيل بالتراث الشعبي
لم يقتصر حضور سهيل على الجانب العلمي أو الزراعي بل دخل أيضا في الأمثال الشعبية والقصائد العربية القديمة حيث كان الشعراء يصفونه بأنه نجم التغيير والراحة واعتبره البعض بشارة خير ورخاء وكان ظهوره مناسبة للحديث عن تغيرات الطبيعة التي تعكس دورة الحياة في الصحراء وتعيد التوازن بين فصول السنة.
الخلاصة
إن دخول موسم سهيل ليس مجرد خبر فلكي بل هو حدث ثقافي واجتماعي وطبيعي يجتمع فيه الماضي بالحاضر فقد كان أداة أساسية للعرب في تحديد طرقهم ومزارعهم وأصبح اليوم رمزا لمرحلة انتقالية ينتظرها الناس بشغف ليودعوا حرارة الصيف الشديدة ويستقبلوا نسائم أكثر اعتدالا تفتح الأفق لحياة أكثر راحة ونشاطا.
تعليقات