
بقلوب يعتصرها الألم والحزن العميق، تتقدم لجنة المرأة بنقابة الصحفيين بأصدق التعازي والمواساة لأسر الضحايا، الفتيات الثماني عشرة اللاتي فقدن حياتهن في الحادث المأساوي على الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية أثناء ذهابهن لجني الرزق في حقول السادات، رحم الله أرواحهن الطاهرة.
لقد خرجت هؤلاء الفتيات من بيوتهن طلبا للعيش الكريم، لكن القدر لم يمهلهن وعدن محمولات على الأكفان، ضحايا للفقر والإهمال المتراكم والظروف القاسية التي لا ترحم.
إن اللجنة، إذ تشاطر أهالي الضحايا مصابهم الجلل، تؤكد وقوفها التام مع مطالبهم العادلة، وتناشد الدولة والجهات المسؤولة بضرورة:
إجراء تحقيق عاجل وشفاف في ملابسات الحادث، ومحاسبة المتسببين فيه، تحقيقا للعدالة وتخفيفا لأوجاع الفاقدين.
توفير وسائل نقل آمنة ولائقة للعاملين في القطاع الزراعي، خاصة الفتيات، لضمان سلامتهم وحمايتهم من المخاطر.
تطوير البنية التحتية للطرق الإقليمية والسريعة، وتعزيز معايير السلامة عليها، وتشديد الرقابة على حركة النقل، للحد من الحوادث.
تفعيل القوانين الخاصة بالعمل والسلامة المهنية بشكل صارم، وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية والتأمين الصحي لتشمل جميع العمال غير المسجلين، لضمان حقوقهم.
سن تشريعات تجرم عمالة الأطفال، وزيادة حجم الاستثمارات الموجهة للتعليم والبنية التحتية في المناطق الريفية، لتمكين الأجيال القادمة.
تقديم حوافز للأسر تشجعهم على إبقاء أبنائهم في مقاعد الدراسة وعدم دفعهم إلى سوق العمل في سن مبكرة، لبناء مستقبل أفضل لهم وللمجتمع.
إن ما جرى ليس مجرد حادث سير عابر، بل فاجعة وطنية تهز وجدان كل فرد فينا، وتعرّي الواقع المرير الذي تدفع فتياتنا حياتهن ثمنا له، لذا، من واجبنا أن نساندهم بعد رحيلهم، وأن نعمل جاهدين لمنع تكرار هذه المأساة.
في كل ملامح من ملامح هؤلاء الفتيات، نرى أحلاما لم تتحقق، وقصصا لم ترو، وبراءة سرقتها قسوة الظروف.
وإذ نؤكد أن لوعة فقدانهم هي لوعتنا، وأن حزنهم هو حزن مجتمع بأكمله، لا يسعنا أن نتجاهل هذه الفواجع وكأنها قدر محتوم، فالدماء التي سالت على الأسفلت هي صرخة مدوية، تستنهض ضمائرنا جميعا لنكون صوت الحق وصناع التغيير.
إن الحفاظ على أرواح أبناء وبنات هذا الوطن مسؤولية عظيمة لا يمكن التهاون بها، فالعدالة والأمان والعيش الكريم ليست مجرد شعارات، بل هي حقوق أصيلة يجب أن نكفلها لهم جميعا، بعيدا عن براثن الفقر والتهميش، فلنتكاتف لا لنقدم التعازي فحسب، بل لنبني مستقبلا مشرقا لا تزهق فيه الأرواح هدرا، ولا تضيع فيه طفولة بريئة بسبب الإهمال.
وتعلن لجنة المرأة عن مساندتها الكاملة للبيان الصادر عن صحفيي محافظة المنوفية، الذي حذر من استمرار مسلسل نزف الدماء على الطريق الإقليمي، وطالب بسرعة التحرك ووضع حلول جذرية تضمن سلامة مرتادي الطريق وتمنع تكرار هذه الأحداث المفجعة، وتدعو زملاءها أعضاء المجلس والجمعية العمومية إلى تشكيل وفد رفيع المستوى يغادر مقر النقابة في تمام الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم الثلاثاء القادم متوجها إلى محافظة المنوفية، لتقديم واجب العزاء والتعبير عن التضامن مع أسر الضحايا، والتأكيد على أن تحقيق العدالة هو العزاء الحقيقي والبلسم الشافي.