«تنفس بحذر في الصيف» هل صعوبة التنفس في الحر الشديد مؤشر خطر؟

«تنفس بحذر في الصيف» هل صعوبة التنفس في الحر الشديد مؤشر خطر؟

مع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يواجه البعض صعوبة في التنفس، خاصةً في ساعات الذروة أو في الأماكن المشمسة والمفتوحة، وتزداد هذه الحالة بين الأطفال وكبار السن، كما أن ارتفاع الحرارة قد يزيد من حدة أعراض الربو لدى المصابين به، مما يستدعي الانتباه و اتخاذ الاحتياطات اللازمة

وفقًا لـ “American Lung Association”، فإن ارتفاع درجات الحرارة قد يؤدي إلى تفاقم أعراض الربو بشكل مفاجئ، فالطقس الحار والرطب يعتبر محفزًا شائعًا لهذه الحالة، مما يجعل فهم العلاقة بين الحرارة وصحة الجهاز التنفسي أمرًا بالغ الأهمية

العلاقة بين ارتفاع درجات الحرارة وضيق التنفس

الظواهر الجوية المتطرفة وموجات الحر التي شهدناها في السنوات الأخيرة، تؤكد تأثير تغير المناخ بشكل كبير، ومع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية، يحتجز الطقس الدافئ الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، وعلى رأسها غاز الأوزون، الذي يشكل تهديدًا لصحة الجهاز التنفسي

الأوزون يتسبب في تهيج أنسجة الرئة نتيجة لتفاعله الكيميائي معها، وبالتالي، فإن تلوث الأوزون الأرضي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل تنفسية وقلبية وعائية بغض النظر عن شدة التعرض، وتشمل الأعراض الفورية ضيق التنفس، السعال، نوبات الربو، وزيادة خطر الإصابة بالتهابات الرئة، كما أن التعرض طويل الأمد أو ارتفاع مستويات الأوزون قد يزيد من خطورة الأعراض، خاصةً لدى مرضى الربو أو الأمراض الرئوية المزمنة، وقد يتطلب الأمر رعاية طبية عاجلة، مع العلم أن النوبات القلبية والسكتات الدماغية والوفاة المبكرة تعتبر نادرة الحدوث

بشكل عام، يمكن للطقس الحار أن يرهق الجهاز التنفسي، مما يجعل التنفس صعبًا على الأفراد، وخاصةً الفئات الأكثر عرضة للخطر، وبالنسبة لمرضى الربو، فإن استنشاق الهواء الساخن، سواء كان جافًا أو رطبًا، قد يؤدي إلى ظهور أعراض المرض، لأنه يسبب تضيقًا في مجاري الهواء

في الوقت نفسه، قد تتسبب الحرارة الشديدة في ركود الهواء، مما يؤدي إلى حبس حبوب اللقاح، الغبار، العفن، وغيرها من الملوثات، وهذا بدوره يمكن أن يتسبب في نوبة ربو، مما يستدعي اتخاذ تدابير وقائية فعالة

خطوات لمنع تفاقم الأعراض في درجات الحرارة المرتفعة

إذا كنت تعاني من أعراض الربو خلال هذه الفترة من العام، فهناك عدة إجراءات يمكنك اتخاذها للوقاية من تفاقم الحالة، وهي خطوات بسيطة ولكنها فعالة

تحقق من درجة الحرارة قبل الخروج

إذا كانت درجة الحرارة مرتفعة، حاول تقليل مدة بقائك في الخارج، فهذا يساعد في تقليل تعرضك للمهيجات البيئية

حافظ على ترطيب جسمك

شرب كميات كافية من الماء يساعد في تخفيف تراكم المخاط في الرئتين والممرات الهوائية، وحاول البقاء في أماكن باردة، لتجنب ارتفاع درجة حرارة الجسم

احتفظ بأدويتك دائمًا في متناول يدك

إذا كنت تعاني من مرض رئوي مزمن مثل الربو، فمن الضروري أن تكون الأدوية الوقائية وأدوية الإغاثة السريعة متاحة دائمًا، وتناول الدواء الصحيح حسب الوصفة الطبية، في الوقت المناسب وبالطريقة الصحيحة، حتى لو كنت تشعر بتحسن، فالالتزام بالعلاج يضمن السيطرة على الأعراض

متى يكون ضيق التنفس في الحر أمرًا خطيرًا؟

إذا كان ضيق التنفس لديك متوسطًا إلى شديدًا وظهر فجأةً مصحوبًا بألم في الصدر أو دوخة، فهذه حالة طبية طارئة تستدعي طلب الرعاية الطبية الفورية، وإذا كان ضيق التنفس مصحوبًا أيضًا بحمى شديدة، قشعريرة، غثيان، أزيز، أو تفاقم ضيق التنفس السابق، فقد يكون من الضروري استشارة الطبيب

من الضروري استشارة طبيبك عند ظهور الأعراض لتشخيص سبب ضيق التنفس، ويجب أخذ الأمر على محمل الجد، خاصةً خلال أشهر الصيف الحارة، فالتشخيص السريع يساعد في البدء في إدارة السبب والأعراض، مما يمكنك من الاستمتاع بأنشطتك الصيفية في الهواء الطلق بأمان