«فضل عظيم ينتظرنا» دار الإفتاء تحدد موعد يوم عاشوراء 2025: صيامه يغفر ذنوب عام كامل

«فضل عظيم ينتظرنا» دار الإفتاء تحدد موعد يوم عاشوراء 2025: صيامه يغفر ذنوب عام كامل

أوضحت دار الإفتاء أن يوم عاشوراء يوافق العاشر من شهر المحرم، وهو يوم له فضل عظيم، إذ يكفر صيام هذا اليوم ذنوب السنة التي سبقته، مستندة إلى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما رواه أبو قتادة رضي الله عنه: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أن يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِى قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِى بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أن يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِى قَبْلَهُ»، مما يجعله فرصة عظيمة للمسلمين للتوبة والاستغفار، والتقرب إلى الله بصيام هذا اليوم المبارك.

كما بينت دار الإفتاء أن بعض المظاهر التي تحدث في يوم عاشوراء، مثل ضرب الجسد وإسالة الدماء بحجة مقتل سيدنا الحسين وآل بيته، هي بدع مذمومة لا أساس لها في الشرع الإسلامي، مؤكدة أن هذه الأفعال لا تجوز ولا تمت للدين بصلة، بل هي مخالفة لتعاليم الإسلام السمحة التي تدعو إلى الاعتدال والبعد عن الغلو والتطرف.

وشددت على أنه يجوز شرعًا صيام يوم عاشوراء منفردًا، وذلك لعدم وجود نهي يمنع ذلك، ولثبوت الفضل والأجر لمن يصومه وحده، ومع ذلك، يستحب صيام يوم قبله أو بعده لمن استطاع، كما يستحب صيام يوم الحادي عشر من المحرم مع يوم عاشوراء لمن لم يتمكن من صيام يوم التاسع، ويستدل على ذلك بخبر الإمام أحمد: «صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَخَالِفُوا الْيَهُودَ وَصُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا وَبَعْدَهُ يَوْمًا»]، وهذا يجسد سماحة الشريعة الإسلامية ومرونتها في تشجيع المسلمين على فعل الخيرات.

وأكدت دار الإفتاء على استحباب التوسعة على الأهل في يوم عاشوراء، استنادًا لما ورد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ»، وقد أخرج هذا الحديث ابن أبي الدنيا في “النفقة على العيال”، والطبراني في “المعجم الكبير”، والبيهقي في “شعب الإيمان”، وهذا يظهر أهمية إدخال السرور على الأهل والعائلة في هذا اليوم المبارك.

كما ورد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قوله: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ»، وقد قال جابر رضي الله عنه: “جربناه فوجدناه كذلك”، وأكد أبو الزبير وشعبة نفس المعنى، وقد أخرج هذا الحديث الحافظ بن عبد البر في “الاستذكار”.

وقال العلامة ابن عابدين الحنفي في حاشيته “رد المحتار على الدر المختار” (2/ 418): [(قَوْلُهُ: وَحَدِيثُ التَّوْسِعَةِ إلَخْ) وَهُوَ «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ السَّنَةَ كُلَّهَا» قَالَ جَابِرٌ: جَرَّبْته أَرْبَعِينَ عَامًا فَلَمْ يَتَخَلَّفْ] اهـ.

وأشار العلامة الحطاب المالكي في “مواهب الجليل في شرح مختصر خليل” (2/ 405): [َيَنْبَغِى أن يُوَسِّعَ عَلَى الْأَهْلِ فِيهِمَا -أى ليلة عاشوراء ويومها-، وَقَالَ الشَّيْخُ زَرُّوقٌ فِى شَرْحِ الْقُرْطُبِيَّةِ: فَيُوَسِّعُ يَوْمَهُ وَلَيْلَتَهُ مِنْ غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلَا مُرَآةٍ وَلَا مُمَارَاةٍ، وَقَدْ جَرَّبَ ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ فَصَحَّ] اهـ.

وذكر الشيخ عبد الحميد الشرواني الشافعي في “حاشيته على تحفة المحتاج” (3/ 455): [(قَوْلُهُ: وَهُوَ عَاشِرُ الْمُحَرَّمِ) وَيُسَنُّ التَّوْسِعَةُ عَلَى الْعِيَالِ فِى يَوْمِ عَاشُورَاءَ؛ لِيُوَسِّعَ اللهُ عَلَيْهِ السَّنَةَ كُلَّهَا كَمَا فِى الْحَدِيثِ الْحَسَنِ، وَقَدْ ذَكَرَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ رُوَاةِ الْحَدِيثِ أَنَّهُ جَرَّبَهُ فَوَجَدَهُ كَذَلِكَ،… عِبَارَةُ الْمَنَاوِى فِى شَرْحِ الشَّمَائِلِ: وَوَرَدَ: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ السَّنَةَ كُلَّهَا»، وَطُرُقُهُ وَإِنْ كَانَتْ كُلُّهَا ضَعِيفَةً، لَكِنِ اكْتَسَبَتْ قُوَّةً بِضَمِّ بَعْضِهَا لِبَعْضٍ، بَلْ صَحَّحَ بَعْضَهَا الزَّيْنُ الْعِرَاقِى كَابْنِ نَاصِرِ الدِّينِ، وَخُطِّئَ ابْنُ الْجَوْزِى فِى جَزْمِهِ بِوَضْعِهِ] اهـ.

وأورد الشيخ منصور العجيلي الأزهري الشافعي المعروف بالجمل في “حاشيته على شرح المنهج” (2/ 347): [وَيُسْتَحَبُّ فِيهِ التَّوْسِعَةُ عَلَى الْعِيَالِ وَالْأَقَارِبِ، وَالتَّصَدُّقُ عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ شَيْئًا فَلْيُوَسِّعْ خُلُقَهُ وَيَكُفَّ عَنْ ظُلْمِهِ] اهـ.

وبين العلامة البهوتي الحنبلي في “كشاف القناع عن متن الإقناع” (2/ 339): [وَيَنْبَغِى فِيهِ التَّوسعَةُ عَلَى الْعِيَالِ، سَأَلَ ابْنُ مَنْصُورٍ أحمد عَنْهُ فَقَالَ: نَعَمْ، رَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، وَكَانَ أفضل أَهْلِ زَمَانِهِ أَنَّهُ بَلَغَهُ: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ» قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَدْ جَرَّبْنَاهُ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً أو سِتِّينَ فَمَا رَأَيْنَا إلَّا خَيْرًا] اهـ.