الحفاظ على صحة الدماغ يمثل حجر الزاوية لصحتك العامة ورفاهيتك، لكن هل تعلم أن بعض عاداتك اليومية قد تكون بمثابة عدو خفي لقدراتك العقلية، فبعض الممارسات الروتينية التي تبدو غير مؤذية قد تتسبب في إلحاق الضرر بالدماغ، مما قد يؤدي إلى مشاكل في الذاكرة، وتراجع في الوظائف الإدراكية، وحتى الإصابة بأمراض عصبية خطيرة، إليك نظرة فاحصة على هذه العادات وكيفية حماية عقلك الثمين، وذلك استنادًا إلى تقرير نشره موقع “تايمز أوف انديا”
لتعزيز فهمك، دعنا نتعمق أكثر في تأثير العادات اليومية على صحة الدماغ، وكيف يمكن لتعديلات بسيطة أن تحدث فرقًا كبيرًا في حماية وظائفه وقدراته على المدى الطويل
عدم ممارسة الرياضة
إهمال النشاط البدني يعد قرارًا مؤسفًا، فالرياضة ليست حكرًا على الصحة الجسدية، بل هي غذاء للعقل أيضًا، فالتمارين المنتظمة تحفز إنتاج عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ، وهو بروتين يعزز الذاكرة ويدعم تكوين روابط عصبية جديدة، ويعزز القدرة على التعلم، وبدون هذا العامل، يصبح الدماغ عرضة للضمور وتقلص المناطق الحيوية فيه بمرور الوقت، لذا، اجعل المشي السريع لمدة 150 دقيقة على الأقل أسبوعيًا جزءًا من روتينك للحفاظ على صحة دماغك
عدم الحصول على قسط كاف من النوم
الانغماس في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي ليلًا وإهمال ساعات النوم الكافية يشكل خطرًا حقيقيًا، فالنوم الجيد هو حجر الزاوية لصحة الدماغ، فخلال النوم، يقوم الدماغ بترسيخ مسارات التعلم والذاكرة الأساسية، والحرمان المزمن من النوم يضعف التركيز وسرعة الاستجابة، كما يزيد من خطر الإصابة باضطرابات عصبية مثل الزهايمر، لذا، احرص على الحصول على 8 إلى 9 ساعات من النوم كل ليلة لتعزيز صحتك
تناول الأطعمة التي تسبب الالتهاب
ما تتناوله يؤثر بشكل مباشر على صحة دماغك، فالأطعمة المقلية والمصنعة الغنية بالسكريات والدهون غير الصحية تسبب التهابات مزمنة، وترتبط بفقدان الذاكرة، وتقلبات المزاج، والارتباك، والاكتئاب، وتزيد من خطر الإصابة بالأمراض العصبية، وبدلًا من ذلك، تبنى نظامًا غذائيًا متوازنًا ومغذيًا، يمكنك تجربة حمية البحر الأبيض المتوسط، التي تركز على الخضراوات والفواكه والفاصوليا والعدس والمكسرات والحبوب الكاملة والأسماك الدهنية والزيت البكر
قضاء وقت طويل في الداخل
البقاء في الأماكن المغلقة لفترات طويلة قد يكون له تأثير سلبي على صحة دماغك وصحتك العامة، فقلة التعرض لأشعة الشمس يؤدي إلى نقص فيتامين د، التعرض لمدة 15 دقيقة فقط لأشعة الشمس يوميًا يمكن أن يحسن مزاجك ويحمي عقلك، كما أن البقاء في الداخل لفترة طويلة قد يعطل الساعة البيولوجية ويقلل مستويات السيروتونين، مما قد يسبب اضطرابًا عاطفيًا موسميًا واكتئابًا واضطرابات في المزاج، لذا، حاول قضاء بعض الوقت في الطبيعة
الإجهاد المزمن
التعرض المستمر للتوتر والإجهاد يدمر الدماغ بصمت، فجميعنا نختبر التوتر من وقت لآخر، ولكن خلال هذه اللحظات، يفرز الجسم الكورتيزول، المعروف بـ “هرمون التوتر”، في حين أن التوتر العرضي لا يسبب الكثير من الضرر، إلا أن التوتر المزمن قد يغرق الجسم بالكورتيزول، مما يضعف الذاكرة والانتباه والوظائف الإدراكية، كما أنه مرتبط بالأمراض العصبية التنكسية، بما في ذلك مرض باركنسون، يمكنك إدارة التوتر من خلال ممارسات اليقظة الذهنية مثل اليوجا والتنفس العميق أو العلاج الطبيعي