
أكد الصحفي أحمد الجمال على أن تقدير ثورة 30 يونيو هو في جوهره تقدير للشعب المصري، لأن هذه الثورة لم تكن لتتحقق لولا إرادة هذا الشعب العظيم، بل إن الشعب ذاته ما كان ليسلك طريق الإصلاح الحقيقي إلا بفضل تلك اللحظة الفارقة، فالشعب المصري هو الحارس الأمين على الدولة المصرية بسلامتها ووحدتها وقدرتها على مواجهة التحديات.
الثورات غير المكتملة
وفي حوار مع الإعلامي حمدي رزق، في برنامجه «نظرة» على قناة النيل الأزرق، أشار رزق إلى أن بعض المؤرخين يكررون مقولة “الثورات غير المكتملة” منذ عام 1805 وحتى ثورة يناير، وكأن الشعب عاجز عن إتمام ثورته، لكن الحقيقة هي أن الدولة كانت تتوقف كلما شعرت بالخطر.
إن الشعب المصري يتميز بوعي فريد يجعله يتوقف عندما يرى وطنه مهددًا، فهو يدرك أن استمرار الضغط قد يؤدي إلى تفكك الروابط التاريخية العميقة التي تربطه بالنيل والبحر والصحراء، فالمواطنون يثورون عندما يشعرون بالخطر، ولكنهم يتوقفون عندما يتهدد وجودهم.
استمرارية الحضارة المصرية
أوضح رزق أن قادة المرحلة التالية للثورة لم يبدأوا من نقطة الصفر، بل وجدوا دولة راسخة وجاهزة للتطوير، فتم استعادتها والبناء عليها، فمصر لم تنشأ من فراغ، بل هي حضارة ضاربة بجذورها في التاريخ، يحميها شعب يعرف متى يتحرك ومتى يثبت لحماية وطنه.