دراسة تكشف كارثة صادمة حول المبيدات والأسمدة ودورها في إصابة المزارعين بالسرطان وتجربة رائدة لإنتاج محاصيل آمنة –

دراسة تكشف كارثة صادمة حول المبيدات والأسمدة ودورها في إصابة المزارعين بالسرطان وتجربة رائدة لإنتاج محاصيل آمنة		–

تشير أحدث الدراسات إلى خطر متزايد يهدد المزارعين والمستهلكين على حد سواء نتيجة الاستخدام المفرط للمبيدات والأسمدة الكيميائية حيث تسببت هذه المواد في ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض الخطيرة وعلى رأسها السرطان الأمر الذي دفع جامعة دمنهور إلى إطلاق مبادرة غير مسبوقة تهدف لإنتاج غذاء آمن وصحي يحمى صحة المصريين ويدعم الاقتصاد الوطني وهذه الخطوة لاقت اهتماما واسعا خاصة أنها تفتح باب الأمل نحو زراعة خالية من السموم تعود بالنفع على الأجيال القادمة وتوفر مليارات الجنيهات التي تهدر على علاج الأمراض ومن خلال موقع مصر نيوز ستعرف كل التفاصيل.

إطلاق أول قافلة زراعية في مصر

أعلن رئيس جامعة دمنهور عن انطلاق أول قافلة زراعية تضم نخبة من أساتذة أمراض النبات والمحاصيل والبساتين وذلك بهدف زيادة الإنتاج الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي الآمن وأوضح أن الهدف الرئيسي لهذه القافلة هو نشر الوعي بين المزارعين بأهمية تقليل استخدام المبيدات الحشرية وخاصة الفسفورية التي ترتبط بشكل مباشر بانتشار السرطان.

دراسات عالمية تكشف الخسائر الاقتصادية

كشفت مراكز أبحاث أمريكية أن تكلفة الأمراض الناتجة عن الأغذية الملوثة بلغت عام 1988 ما يقارب 35 مليار دولار سنويا ووصلت عام 2014 إلى 145 مليار دولار وأشارت التقديرات إلى أن خسائر الدول النامية ومنها مصر قد تكون خمسة أضعاف هذا الرقم وهو ما يعكس حجم الكارثة التي يشكلها تلوث الغذاء على الصحة والاقتصاد معا.

خطورة الأسمدة الكيميائية

أكدت جامعة دمنهور أن الأسمدة الكيميائية مثل الفوسفاتية والآزوتية تؤدي إلى تلوث التربة والمياه الجوفية والأنهار حيث تبقى آثارها لسنوات طويلة مسببة ضررا بيئيا وصحيا جسيما وبينت أن الحل الأمثل يكمن في الاعتماد على السماد العضوي المستخرج من مخلفات الحيوانات والطيور والذي يساعد التربة على الاحتفاظ بالماء ويزيد خصوبتها دون أضرار جانبية.

محاصيل خالية من الأمراض

تستهدف التجربة الجديدة إنتاج محاصيل وفواكه آمنة بنسبة تصل إلى 80% خالية من بقايا المبيدات الكيميائية مما سيحد من الأمراض المزمنة وينعكس بشكل إيجابي على الصحة العامة كما أن هذا التوجه يعزز فرص استصلاح ملايين الأفدنة الزراعية وبناء مئات المصانع الغذائية التي من شأنها توفير فرص عمل للشباب وحل جزء من أزمة البطالة.

سلامة الغذاء من المزرعة حتى المائدة

أوضحت الجامعة أن مفهوم الغذاء الآمن يقوم على خلوه من التلوث الضار سواء كان ميكروبي أو كيميائي أو فيزيائي وأن سلامة الغذاء تبدأ من المزرعة مرورا بعمليات الإنتاج والتخزين وحتى وصوله إلى المستهلك وأكدت أن ملايين الأشخاص حول العالم يتعرضون سنويا للأمراض نتيجة تناول غذاء غير آمن وهو ما يستدعي تدخلات عاجلة لفرض نظم صارمة للسلامة الغذائية.

دور منظمة الصحة العالمية

أشارت تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 200 مرض ينتقل عبر الأغذية الملوثة وتؤدي أمراض الإسهال وحدها إلى وفاة نحو مليون وثمانمائة ألف طفل سنويا كما أوضحت المنظمة أن العولمة وزيادة الاعتماد على استيراد المنتجات الغذائية يسهمان في ارتفاع معدلات الأمراض المرتبطة بالغذاء ما يستلزم تعزيز الرقابة وتطبيق معايير النظافة العالمية.

مستقبل الزراعة الآمنة في مصر

أكدت جامعة دمنهور أن هذه المبادرة ليست مجرد تجربة بل هي دعوة لتبني سياسات وطنية تهدف إلى تقليل الاعتماد على المبيدات والأسمدة الكيميائية واستبدالها بالطرق العضوية والآمنة بحيث يتم إنتاج غذاء صحي وسليم يقي المصريين من الأمراض الخطيرة ويدعم الاقتصاد الوطني في الوقت ذاته.