«تحليل استراتيجي» هل تُعد الضربة الأمريكية في إيران “إخفاقًا معلوماتيًا”؟

«تحليل استراتيجي» هل تُعد الضربة الأمريكية في إيران “إخفاقًا معلوماتيًا”؟

نظرة الزهار إلى التوترات الأمريكية الإيرانية

يرى الصحفي محمد الزهار أن التوترات الراهنة بين الولايات المتحدة وإيران أقرب إلى عمل مسرحي هزلي, حيث يؤكد أن جميع أذرع الحكومة الأمريكية، بما في ذلك السلطتين التنفيذية والاستخباراتية، تعمل بتناغم تام مع الجانب الإسرائيلي، ولا يوجد أي خلاف جوهري بين الرئيس الأمريكي وأجهزته الأمنية كما هو شائع.

الخلافات الظاهرية بين الولايات المتحدة وإيران قد تكون مجرد ستار لتغطية مصالح مشتركة، فالتعاون الاستخباراتي الوثيق بين واشنطن وتل أبيب يشير إلى توافق في الرؤى والأهداف الاستراتيجية في المنطقة, وربما تكون هذه التوترات المصطنعة وسيلة لإدارة الصراع والحفاظ على توازن القوى.

تشكيك في مصداقية وكالة المخابرات المركزية الأمريكية

وفي مداخلة هاتفية له مع الإعلاميين أحمد دياب ونهاد سمير في برنامج “صباح البلد” على فضائية “إن إن آي” المصرية، صرح الزهار بأن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ليست مرجعًا موثوقًا للمعلومات الدقيقة، موضحًا أن سجل الوكالة حافل بالمعلومات المضللة والأخطاء الفادحة التي لا تحصى، ومستشهدًا بقضايا مثل اغتيال الرئيس كينيدي والأساطير التي روجت لها الوكالة حول أسلحة العراق، والتي كانت سببًا في اندلاع الحرب.

التحليل حول الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية

وأشار الزهار إلى أن الضربة الأمريكية الموجهة للمنشآت النووية الإيرانية لم تحقق الأهداف المرجوة منها، وأن النفي الإيراني السريع لأي تأثير يذكر لهذه الضربة على منشآتها يثير الشكوك حول مدى جدية هذا الهجوم ودقته, كما أوضح أن إعلان كل من إيران وإسرائيل والولايات المتحدة عن تحقيق النصر في نفس التوقيت يؤكد على الطابع التمثيلي لهذه الأحداث.

التنسيق الأمني الإسرائيلي الأمريكي

وأضاف الزهار أن هناك ترابطًا وثيقًا بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والأمريكية، وأن جهاز الموساد الإسرائيلي يتمتع بحق الوصول إلى قواعد بيانات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بشكل استثنائي، مما يعكس مستوى من التنسيق يتجاوز ما يتم الإعلان عنه في وسائل الإعلام.

ارتباك داخل الإدارة الأمريكية

وأوضح الزهار أن التضارب بين تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب وتقارير وسائل الإعلام الأمريكية البارزة مثل “سي إن إن” و”نيويورك تايمز” بشأن تبعات الهجوم يعكس حالة من التخبط والارتباك داخل أروقة الإدارة الأمريكية.