«رؤية طموحة» رئيس الوزراء: استقطاب كبرى الشركات العالمية لتحقيق استثمارات مباشرة بقيمة 20 مليار دولار

«رؤية طموحة» رئيس الوزراء: استقطاب كبرى الشركات العالمية لتحقيق استثمارات مباشرة بقيمة 20 مليار دولار

عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم المؤتمر الصحفي الأسبوعي، وذلك عقب اجتماع الحكومة في مقرها بالعاصمة الإدارية الجديدة، واستهل المؤتمر بالحديث عن الشأن الخارجي، مشيراً إلى التطورات المؤسفة التي تشهدها المنطقة من اتساع دائرة الصراعات الإقليمية هذا الأسبوع، خاصة مع بدء الأعمال القتالية في لبنان خلال الأيام الماضية، وأكد أننا نمر بفترة استثنائية بالغة الصعوبة لم تشهدها المنطقة أو العالم منذ عقود، مع وجود مخاوف متزايدة من تصاعد هذه الظروف الاستثنائية واتساعها بدخول أطراف أخرى، وهو ما نشهده للأسف مع امتداد الصراع ليشمل لبنان، وبدأنا نسمع عن احتمالية تدخل بعض الفصائل من دول أخرى مثل العراق وسوريا في هذا الصراع الدائر، وهو ما حذرت منه مصر منذ اليوم الأول لأزمة غزة، مؤكدة أن الأزمة قد تجر المنطقة والعالم إلى كارثة إنسانية كبيرة ونشهد حرباً إقليمية واسعة النطاق

مصر تتابع بقلق بالغ تطورات الأحداث الإقليمية وتسعى جاهدة للحفاظ على استقرارها الداخلي، وتأمين احتياجات مواطنيها في ظل هذه الظروف الصعبة، وتؤكد الحكومة المصرية أنها تعمل بكل جهد ممكن، بالتعاون مع جميع أطراف الدولة، لضمان استقرار الأوضاع الداخلية ومواجهة التحديات المتزايدة

الجهود المصرية تجاه الأزمة الإقليمية

أكد رئيس الوزراء أن مصر تعارض الاعتداء الذي تتعرض له لبنان، وترفض أي عنف أو استهداف للمدنيين في أي منطقة، مشيراً إلى ضرورة إدراك أن هذا الصراع ستكون له تداعيات على جميع الأطراف والدول المحيطة، بما في ذلك مصر، وأوضح أن الحكومة المصرية وضعت سيناريوهات للتعامل مع جميع الاحتمالات، بما فيها أسوأ السيناريوهات كتوسع دائرة الصراع أو امتدادها لفترات أطول، وجدد التأكيد على أن الحكومة تبذل قصارى جهدها مع جميع أطراف الدولة لضمان استقرار الأوضاع الداخلية، وتأمين الاحتياجات الأساسية، والتعامل باتزان مع هذه القضايا والتحديات اليومية المتجددة

أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن القيادة السياسية المصرية تدير الملف الخارجي بحكمة واتزان شديدين، وتقوم الحكومة بتولي جميع جوانب الشأن الداخلي، من خلال العمل على توفير الاحتياجات اليومية للمواطنين في مختلف القطاعات، داعياً الله أن يحفظ مصر واحة للأمن والأمان والاستقرار، في ظل الظروف المضطربة التي تشهدها المنطقة المحيطة

التركيز على تطوير التعليم والمدارس

انتقل رئيس الوزراء في حديثه إلى الشأن الداخلي، مشيراً إلى أن الأسبوع الحالي شهد بداية العام الدراسي الجديد، وأنه قام بزيارة عدد من المدارس في منطقة حي السلام بالقاهرة لمتابعة سير العملية التعليمية، وأضاف أنه سيبدأ الأسبوع القادم جولات ميدانية مكثفة في عدد من المحافظات لمتابعة سير العمل في مختلف المشروعات التنموية والخدمية، وستشمل هذه الجولات تفقد عدد من المدارس للتأكد من انتظام العملية التعليمية، وتطبيق الإجراءات التي تم الإعلان عنها مؤخراً لإعادة توزيع الطلاب على الفصول، والاستفادة من الفراغات في المنشآت التعليمية وتحويلها إلى فصول دراسية، وذلك في إطار جهود التعامل مع مشكلات الكثافة الطلابية والعمل على خفضها

أوضح رئيس الوزراء أنه من خلال تطبيق هذه المنظومة والإجراءات، تم إضافة عشرات الآلاف من الفصول الجديدة، مشيراً إلى أن التقديرات الأولية تشير إلى حدوث استقرار في العملية التعليمية مع بدء العام الدراسي الجديد، وأن المتوسط العام لعدد الطلاب داخل الفصول يقل عن 50 طالباً في الفصل الواحد، باستثناء عدد من المدارس في مناطق محددة، ويجري العمل على استهدافها تباعاً لتخفيض الكثافات الطلابية

أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن الآليات التي طرحها وزير التربية والتعليم والتعليم الفني شملت التعامل مع ملف نقص المعلمين، مؤكداً أن الشغل الشاغل للدولة في هذه المرحلة هو تحقيق الجودة المأمولة في المنظومة التعليمية لجميع أبناء الوطن، وكذلك اهتمام الدولة بفصول رياض الأطفال، والعمل على التوسع بها من خلال تطبيق بعض الآليات غير التقليدية، نظراً لدورها الحيوي في تنشئة الأطفال بصورة صحيحة

فيما يتعلق بقطاع التعليم الجامعي، أشار الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إلى أن مصر تشهد طفرة كبيرة جداً في هذا القطاع، من حيث عدد الجامعات التي تدخل الخدمة سواء الجامعات الأهلية أو الخاصة أو الدولية التي يتزايد عددها، لافتاً إلى إدراج 46 جامعة مصرية في النسخة الأخيرة من نتائج تصنيف “التايمز” للتأثير لأهداف التنمية المستدامة لعام 2024، مؤكداً أن هذه مؤشرات دولية تؤكد أن الجامعات المصرية يتم تصنيفها ضمن أفضل الجامعات على مستوى العالم، ولا يزال أمامنا شوط كبير في هذا المجال، إلا أنه يمكن التأكيد أننا على المسار الصحيح في ملف التعليم سواء التعليم ما قبل الجامعي أو التعليم الجامعي، وسنواصل السعي الجاد في هذا الإطار خلال المرحلة المقبلة

توفير الأدوية والحلول المقترحة

انتقل رئيس الوزراء للحديث عن جولته مطلع الأسبوع الحالي في عدد من مصانع الأدوية، واصفاً إياها بأنها من أكبر المصانع التي تعمل على زيادة إنتاجها من الأدوية المختلفة، مجدداً التأكيد على أن أزمة نقص بعض أنواع الأدوية في طريقها إلى الحل خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وأشار في الوقت نفسه إلى نقطة أثارها مع الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، أثناء زيارة مصانع الأدوية، وهي دراسة مدى إمكانية الاتفاق مع نقابتي الأطباء والصيادلة على تحديد نوع المستحضر الدوائي المطلوب عند كتابة الطبيب الروشتة للمريض بدلاً من تحديد نوع معين من الدواء يكون من إنتاج شركة محددة، وذلك لإعطاء الفرصة لتوافر الدواء المطلوب في الصيدلية بتركيبته دون النظر إلى أنه من إنتاج شركة معينة، لأن المريض إذا ذهب إلى الصيدلية ولم يجد الأدوية المكتوبة في الروشتة لشركة محددة فينصرف في حين يتوافر في الصيدلية نفس تركيبة الأدوية ولكن من إنتاج أربع أو خمس شركات أخرى

أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه طلب من نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية التعامل بسرعة مع هذا الموضوع، والتعامل مع نقابتي الأطباء والصيادلة، بما يضمن الوصول إلى تصور واضح وسريع، قائلاً: “من الممكن أن يكون لدينا الوفرة من نفس نوع الدواء، ولكن من إنتاج شركات أخرى، ويكون النقص من شركة محددة”، مؤكداً أنه يتابع بصورة أسبوعية ملف الدواء، سعياً للانتهاء من هذه الأزمة بالكامل خلال الفترة القادمة

جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة

أكد رئيس الوزراء أن ملف الاستثمار يأتي ضمن أولويات عمل الحكومة خلال هذه الفترة، مشيراً إلى أنه عقد هذا الأسبوع لقاء ضم عدداً كبيراً من الشركات اليابانية العاملة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، ومجال إدارة المياه، حيث تم بحث خطط متكاملة للتوسع في استثماراتها في مصر خلال الفترة القادمة، ونوه كذلك إلى لقائه مع مجموعة من القيادات الحكومية لمدينة “تشينغداو” التابعة لمقاطعة “شاندونغ” الصينية، وكذلك مسؤولي مجموعة “هايير” العالمية، التي تعد أكبر شركة في العالم لإنتاج الأجهزة المنزلية، والذين قاموا خلال زيارتهم لمصر بوضع حجر الأساس للمرحلة الثانية من مصنعهم في مصر، لإنتاج مختلف الأجهزة المنزلية، هذا إلى جانب الاتفاق على تنفيذ المرحلة الثالثة، والتي ستبدأ بالتوازي مع المرحلة الثانية، حيث ستتضمن المرحلة الثالثة تصنيع وإنتاج وحدات التكييف المركزية العملاقة

أشار رئيس الوزراء إلى أنه مع اكتمال المراحل الثلاث الخاصة بمشروع شركة “هايير” العالمية في مصر، والتي من المقرر أن تتم بنهاية عام 2025، ستتجاوز استثمارات الشركة 500 مليون دولار، وهو استثمار أجنبي مباشر يوفر آلاف فرص العمل للشباب، مؤكداً أن ذلك ما تستهدفه الدولة المصرية، هذا إلى جانب السعي لاستقطاب كبريات الشركات العالمية للاستثمار في مصر، وجعلها مركزاً إقليمياً للتصنيع والإنتاج والتسويق، وهو ما يحقق حلم الوصول إلى استثمارات أجنبية مباشرة تتجاوز الـ 20 مليار دولار على الأقل، والوصول بحجم الصادرات بحلول عام 2030 إلى أكثر من 140 مليار دولار، وهو حلم قابل للتحقيق، مؤكداً تركيز الحكومة على تفعيل هذا الملف بأكبر حجم ممكن من التيسيرات والمحفزات، ونوه إلى أنه بنهاية هذا الشهر، سينتهي وزير المالية من الصورة النهائية لحزمة التسهيلات الضريبية التي تم الإعلان عنها مؤخراً، حتى يتسنى اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة في هذا الشأن، كما أن المهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، سيعرض أيضاً مجموعة أخرى من حزم الحوافز والتيسيرات التي تسهم في تحسين مناخ الاستثمار في مصر وزيادة الاستثمارات الأجنبية

في ختام المؤتمر الصحفي، أشار رئيس مجلس الوزراء إلى أنه تلقى العديد من الإشادات من جانب عدد من فئات المجتمع على دورية انعقاد هذا المؤتمر، مع طلبات بأن تشارك في هذه المؤتمرات، معرباً عن ترحيبه بدعوة كبار الكتاب ورؤساء النقابات المهنية وبعض الشخصيات الاقتصادية ورجال الاقتصاد وكبار المفكرين، إضافة إلى بعض المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي لحضور اجتماعات أو لقاءات دورية متزامنة مع المؤتمرات الصحفية، وأكد أن مشاركتهم ستثري اللقاءات وتتيح الفرصة للاستماع إلى وجهات نظر مختلفة من كل فئات المجتمع، على أن يبدأ ذلك الأسبوع المقبل، على غرار اللقاء الذي تم خلال الفترة الأخيرة مع رؤساء تحرير الصحف، واللقاء الذي تم كذلك مع كبار مقدمي البرامج الحوارية، حيث ستتم إضافة هذه الفئات، حتى يمكن إشراك أكبر عدد من فئات المجتمع للأفكار والمقترحات والطموحات، بما يعود بالنفع على الدولة