يعتبر تراكم دهون البطن أمرًا لا يقتصر تأثيره على الشكل الخارجي فحسب، بل يمكن أن يسبب أيضًا ضغطًا كبيرًا على الظهر، حيث تضيف الدهون المحيطة بالبطن وزناً إضافياً يضغط على العمود الفقري ويؤثر على وضعيات الجسم، مما يؤدي إلى إجهاد العضلات والأربطة والأقراص الفقرية، وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى آلام مزمنة في أسفل الظهر وتيبس، لذا فهم كيفية تأثير دهون البطن على صحة الظهر يمكن أن يساعدك في اتخاذ خطوات فعّالة للحد من الألم، وحماية العمود الفقري، وتعزيز صحتك العامة، كما أن تغييرات بسيطة مثل الحفاظ على وزن صحي، وتقوية العضلات الأساسية، وتحسين الوضعية يمكن أن تُحدث فارقًا كبيرًا، وفقًا لتقرير موقع “تايمز أوف انديا”.
فيما يلى.. 8 طرق تؤثر بها دهون البطن على عمودك الفقري وصحة الظهر:
الدهون تطلق مواد كيميائية مسببة للالتهابات
تعتبر دهون البطن نشطة أيضيًا، حيث تنتج مواد كيميائية تسبب الالتهابات التي تُسرع من تحلل الأنسجة، وقد رُبطت الدهون الحشوية المخزنة عميقًا في البطن بمرض القرص التنكسي، إذ أظهرت دراسة نُشرت في مجلة PLOS ONE أن الرجال الذين لديهم دهون متراكمة في البطن يُظهرون ارتباطًا أقوى بهذا المرض مقارنةً بالنساء اللواتي يخزن الدهون في الوركين والفخذين، ومع الضغط الميكانيكي، تزيد هذه المواد الكيميائية الالتهابية من خطر الإصابة بالألم المزمن وتدهور العمود الفقري.
تؤثر دهون البطن على الوضعية
يعتمد العمود الفقري الصحي على انحناءات طبيعية تحافظ على التوازن واستقرار الجذع، حيث يؤدي الوزن الزائد في منطقة البطن إلى تحريك مركز الثقل للأمام، مما يؤدي إلى زيادة الانحناء في أسفل الظهر، وهذا الاختلال في المحاذاة يسبب ضغطًا على العضلات والأربطة والأقراص الفقرية، مما يؤدي غالبًا إلى انزعاج مستمر، وقد أظهرت الأبحاث المنشورة في مجلة جراحة السمنة أن الأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة يميلون عادة إلى تغييرات كبيرة في الوضعية في العمود الفقري والركبتين والقدمين، مما يبرز كيف أن دهون البطن تتسبب في اضطراب استقرار الهيكل العظمي.
الوزن الأمامي ليس هو المشكلة الوحيدة
تُغير زيادة بروز البطن آليات عمل الجسم، إلا أن الضغط الميكانيكي وحده ليس كافيًا لتفسير آلام الظهر، حيث أن الأنواع الأخرى من الوزن في الجزء الأمامي من الجسم، مثل زيادة وزن الصدر، غالبًا لا تتسبب في مشكلات مزمنة في الظهر، والاختلاف الهام يكمن في موقع الوزن، إذ تتركز دهون البطن في أسفل العمود الفقري الذي يتحمل العبء الأكبر من وزن الجسم، بينما يدعم الجزء الأمامي معظم الضغوط بسهولة أكبر، مما يدل على أن دهون البطن تؤثر على العمود الفقري بطريقة فريدة وقد تكون أكثر ضررًا.
الوزن الزائد يضغط على الأقراص الفقرية
يسبب تراكم الدهون في البطن زيادة الضغط على الأقراص الفقرية في العمود الفقري، والتي تُسهم في امتصاص الصدمات، وبالتالي فإن الوزن الزائد في منطقة البطن يمكن أن يضغط على الأقراص، مما يؤدي إلى انفتاقها وتمزقها الحلقي وانضغاط الأعصاب، مما يُخفض من قدرتها على امتصاص الصدمات، ومع مرور الوقت، يؤدي هذا الضغط إلى تقليل ارتفاع الأقراص ويزيد من آلام أسفل الظهر، مما يجعل العمود الفقري القطني أكثر عرضة للإصابات.
دهون البطن تضعف العظام
يمكن أن تؤثر الدهون الزائدة في البطن على صيانة وهيكلة العظام، حيث تتجدد العظام بشكل مستمر من خلال تحليل الأنسجة القديمة وتكوين أنسجة جديدة، إلا أن تراكم الدهون الحشوية قد يُعيق هذه العمليات، وقد ربطت دراسة نُشرت في مجلة Oxford Academic بين زيادة مستويات دهون البطن وانخفاض كثافة المعادن في العظام، مما يعني أن العظام تصبح أضعف وأكثر عرضة للكسور.
وبينما يُشير بعض الخبراء إلى أن وزن الجسم العام يلعب دورًا في هذا التأثير، إلا أن الأدلة توضح أن الدهون المتراكمة حول البطن قد يكون لها تأثير سلبي خاص على صحة العظام، ومع مرور الوقت، يزيد ذلك من خطر الإصابة بهشاشة العظام، مما يجعل العمود الفقري والعظام الأخرى أكثر هشاشة.
الدهون القابلة للقرص قد تسبب التهاب المفاصل
يمكن أن تؤثر الدهون تحت الجلد أيضًا على صحة الظهر، حيث ترتبط دهون البطن الخارجية بالتهاب المفاصل الوجيهي في أسفل الظهر، وقد أظهرت دراسات التصوير المقطعي المحوسب التي أُجريت على أكثر من 600 بالغ أن ارتفاع دهون البطن الخارجية يرتبط بتغيرات تنكسية في العمود الفقري، وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من السمنة والتهاب المفاصل، فإن تقليل هذه الدهون يُمكن أن يحسن الحركة ويخفف الألم، ويدعم وظيفة العمود الفقري بشكل عام.
الدهون في البطن تقلل من فعالية العلاج
بالنسبة للأفراد المصابين بالتهاب الفقار اللاصق، والذي هو حالة التهابية مزمنة تؤدي إلى التحام الفقرات، فإن دهون البطن قد تؤثر على نتائج العلاج، إذ تُظهر الأبحاث في الطب السريري والبحثي أن الدهون الحشوية قد تقلل من فعالية أدوية مثل إنفليكسيماب، والتي تهدف لإبطاء تطور المرض وتخفيف الألم، مما يُظهر أن دهون البطن لا تؤدي فقط إلى تفاقم الضغط الميكانيكي ولكن قد تعيق أيضًا امتصاص الدواء والسيطرة على الأعراض.
السمنة تزيد من مخاطر العمود الفقري النادرة
ليس كل من يعاني من السمنة يحمل دهون البطن، لكن من يحملها قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالورم الشحمي فوق الجافية الشوكي، وهي حالة نادرة تتراكم فيها الدهون في القناة الشوكية، حيث يمكن أن يتسبب هذا الورم في ضغط الأعصاب، مما يؤدي إلى الشعور بالألم، والخدر، والضعف، لذا فإن التشخيص المبكر والتقييم الطبي يعدان أمرين حيويين، لأن عدم علاج هذه الحالة قد يؤدي إلى مضاعفات طويلة الأمد مثل تلف الأعصاب الدائم، وصعوبات الحركة، وآلام الظهر المزمنة، واستنزاف جودة الحياة.

تعليقات