كشفت صحيفة واشنطن بوست عن رصد نشاط غير معتاد للشاحنات قرب منشآت فوردو لتخصيب اليورانيوم في إيران خلال اليومين السابقين لغارات أمريكية استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية، وذلك استنادًا إلى صور الأقمار الصناعية التي حللها خبير بارز في شركة ماكسار المتخصصة في صور الأقمار الصناعية، الصحيفة أشارت إلى هذه التحركات المثيرة للاهتمام قبل الضربات المحتملة، مما يثير تساؤلات حول طبيعة الأنشطة التي كانت تجري في الموقع الحساس.
ووفقًا لما ذكرته الصحيفة، فقد أحصت صور الأقمار الصناعية وجود 16 شاحنة على امتداد الطريق المؤدي إلى مجمع فوردو العسكري الواقع تحت الأرض في 19 يونيو، وفي اليوم التالي، أظهرت صور أخرى أن معظم هذه الشاحنات قد تحركت مسافة كيلومتر واحد تقريبًا باتجاه الشمال الغربي مبتعدة عن المنشأة، في حين تمركزت شاحنات وجرافات إضافية بالقرب من مدخل الموقع، بما في ذلك شاحنة كانت متوقفة بجواره مباشرة.
في تقرير سابق لها، ذكرت الواشنطن بوست أن قرار الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، بضرب المنشآت النووية في إيران كان يمثل مقامرة استثنائية تهدف إلى القضاء على برنامج نووي أرق مضاجع العديد من الرؤساء الأمريكيين السابقين، مع تجنب نشوب صراع آخر طويل الأمد في منطقة الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي لطالما عارضه ترامب وأنصاره.
وأوضحت الصحيفة أن التداعيات المحتملة لهذا القرار ستكون عميقة على فترة رئاسة ترامب، فإذا نجح في إضعاف إيران إلى الحد الذي يعجزها عن شن رد قوي، فإنه بذلك سيوجه ضربة قاصمة لخصم عنيد، ويرسل في الوقت نفسه رسالة قوية إلى الصين وروسيا وخصوم أمريكا الآخرين حول العالم، مفادها أنه لن يتردد في استخدام القوة العسكرية عند الضرورة.