في تعليقه على تصريحات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، بشأن الهجمات الإسرائيلية التي طالت منشآت إيران النووية وما سببته من تدهور مفاجئ في الأمان النووي الإيراني، أوضح الدكتور علي إسلام، رئيس هيئة الطاقة الذرية السابق، أن استهداف أي منشأة نووية يحمل في طياته أضرارًا محتملة، تتوقف على نوعية المواد المستخدمة في التخصيب وطبيعة المنشأة ذاتها، سواء كانت محطة نووية أو منشأة تخصيب أو غير ذلك، لكنه أكد أنه لم يتم تسجيل أي تسرب إشعاعي حتى الآن.
وفي لقاء تلفزيوني ببرنامج “كلمة أخيرة” مع الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON، أضاف الدكتور إسلام أن المنشآت الحيوية القادرة على إطلاق إشعاعات أو مواد نووية بمعدلات خطيرة على الجمهور لم تتعرض لأي أذى، مضيفًا أن تدهور حالة الأمان النووي لم يصل بعد إلى حد الكارثة.
وفي سياق تحديد اللحظة التي يصبح فيها الاستهداف كارثيًا على سكان إيران والدول المجاورة، أوضح الدكتور إسلام أن الخطر الأكبر يكمن في استهداف محطات إنتاج الكهرباء النووية، فالقدرة الهائلة للمحطة والمواد الموجودة بها تجعلها الأخطر على الإطلاق، فمفاعل ينتج ألف ميجاوات يختلف تمامًا عن مفاعلات الأبحاث التي لا تتجاوز قدرتها 40-50 ميجاوات، وبالتالي تأثيرها أقل بكثير.
وعند سؤاله عن أخطر المواقع النووية، أجاب الدكتور إسلام أن محطة بوشهر تأتي على رأس القائمة، موضحًا أن استهدافها يمثل سيناريو غير مسبوق، فحتى في الحرب الروسية الأوكرانية، لم يتم استهداف المفاعل نفسه في محطة زابوريجيا، بل المباني المحيطة فقط، أما استهداف المفاعل مباشرة أثناء التشغيل، فيؤدي إلى انقطاع المياه، ومن ثم انصهار المفاعل، مما يتسبب في انبعاث مواد نووية على شكل سحابة تمتد لآلاف الكيلومترات.
وحول التداعيات الصحية والبيئية المحتملة، أوضح الدكتور إسلام أن أي شخص قريب من المنشأة يمر فوقه السحاب، قد يعاني من أعراض حادة تصل إلى الوفاة، تبعًا لقربه من منطقة الانبعاث، مشيرًا إلى أن مصر بعيدة جغرافيًا عن إيران، إلا أن دول الخليج الأقرب قد تتأثر في حال حدوث انبعاثات تصل إلى مياهها الجوفية على بعد 200-300 كيلومتر، مما يستدعي إجراءات طارئة وإخلاء وتوفير الملاجئ.
وفيما يتعلق بمحطتي فوردو وأصفهان وغيرهما، أوضح الدكتور إسلام أن استهدافها المباشر سيؤدي إلى انبعاثات يمكن احتواؤها، ولن تصل إلى مستوى الكارثة، وقد تتسبب في مشكلات محلية في المنطقة المحيطة أو في المياه الجوفية، لكنه أكد أن هناك عوامل عديدة قد تحد من تأثير الضربة، مثل نوعية التربة التي قد تقلل من مدة تأثير المواد النووية وانتشارها.