تضطلع الكلى بدور حيوي في تنظيم وظائف الجسم، فهي تعمل على تنقية الدم من السموم، وتحافظ على توازن السوائل والمعادن الضرورية، كما أنها تنظم ضغط الدم وتساهم في إنتاج خلايا الدم الحمراء، إلا أن العلامات المبكرة لمشاكل الكلى غالبًا ما تمر دون انتباه أو يتم تفسيرها بشكل خاطئ، وذلك وفقًا لتقرير نشره موقع “تايمز أوف إنديا”،
الكشف المبكر عن مشاكل الكلى يمثل أهمية قصوى للحفاظ على صحة الجسم وتجنب المضاعفات الخطيرة، فالكثير من الأشخاص قد لا يدركون أنهم يعانون من مشكلة في الكلى إلا بعد تفاقم الحالة، مما يجعل العلاج أكثر صعوبة، لذا، يجب أن نكون على دراية بالعلامات التحذيرية المحتملة واتخاذ الإجراءات اللازمة عند ظهورها،
فيما يلي خمس علامات تحذيرية غالبًا ما يتم تجاهلها، ولكنها قد تشير إلى وجود مشكلة في الكلى،
التعب والضعف المستمر
يؤدي الفشل الكلوي إلى تراكم السموم في مجرى الدم، مما يؤثر سلبًا على مستويات الطاقة، بالإضافة إلى ذلك، عندما تعجز الكلى عن إنتاج كمية كافية من هرمون الإريثروبويتين، وهو الهرمون المسؤول عن تحفيز نخاع العظام لإنتاج خلايا الدم الحمراء، فقد يتسبب ذلك في الإصابة بفقر الدم، هذه الحالة بدورها تؤدي إلى شعور مستمر بالإرهاق، وصعوبة التركيز، وضيق في التنفس حتى عند القيام بمجهود بسيط، غالبًا ما يخلط المرضى بين هذه الأعراض والإرهاق العادي أو علامات التقدم في السن، مما يؤخر التشخيص الصحيح،
تغيير عادات التبول
تعتبر التغيرات في نمط التبول، سواء من حيث عدد مرات التبول أو لون البول أو مظهره، من العلامات المبكرة التي تنذر بوجود مشاكل في الكلى، ومع ذلك، نادرًا ما يتم أخذ هذه التغيرات على محمل الجد، التبول المتكرر أثناء الليل، أو ظهور رغوة في البول (مما يشير إلى فقدان البروتين)، أو وجود دم في البول، أو أن يكون البول داكنًا جدًا، كلها علامات محتملة على وجود مشكلة في الكلى، تجاهل هذه التغيرات قد يسمح للمرض بالتطور بصمت،
تورم في القدمين أو الكاحلين أو الوجه
عندما تفقد الكلى قدرتها على التخلص من الصوديوم والسوائل الزائدة في الجسم بشكل فعال، يتراكم السائل في الأنسجة، مما يؤدي إلى ظهور تورم ملحوظ (وذمة)، خاصة في منطقة الساقين وحول العينين، في كثير من الأحيان، يعزو المرضى هذا التورم إلى الوقوف لفترات طويلة أو اتباع نظام غذائي غير صحي، إلا أنه قد يكون في الواقع علامة على قصور كلوي، لذلك، من الضروري التحقق من هذه الحالة وإجراء الفحوصات اللازمة في أقرب وقت ممكن،
الحكة المستمرة أو تغيرات الجلد
تعتبر الحكة المستمرة من الأعراض الأقل شيوعًا المرتبطة بضعف وظائف الكلى، وتحدث نتيجة لتراكم الفضلات في الدم واختلال توازن المعادن مثل الكالسيوم والفوسفور، يجب الانتباه إلى جفاف الجلد وتقشره والرغبة الشديدة في الحكة، خاصةً إذا لم يكن هناك طفح جلدي أو عدوى جلدية واضحة تسبب هذه الأعراض، فقد يكون من الضروري إجراء فحص لوظائف الكلى،
فقدان الشهية أو الطعم المعدني أو الغثيان
مع تدهور وظائف الكلى، تتراكم السموم اليوريمية في الجسم، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مزعجة في الجهاز الهضمي، مثل الإحساس بطعم معدني في الفم، ورائحة كريهة للفم، والغثيان، وفقدان الشهية، غالبًا ما يتم تفسير هذه الأعراض بشكل خاطئ على أنها مشاكل في الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى تأخير التشخيص الصحيح والعلاج المناسب،
متى تطلب المساعدة الطبية؟
إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه يعاني من أي من هذه الأعراض، خاصةً إذا كان مصابًا بأمراض مزمنة مثل مرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو لديه تاريخ عائلي للإصابة بأمراض الكلى، أو يستخدم مسكنات الألم بشكل مفرط لفترة طويلة، فيجب عليك استشارة الطبيب على الفور لتقييم وظائف الكلى، يمكن للكشف المبكر، من خلال إجراء فحوصات الدم الروتينية (الكشف عن مستوى الكرياتينين، وتقدير معدل الترشيح الكبيبي) وفحوصات البول (الكشف عن وجود الألبومين)، أن يساعد في الوقاية من المضاعفات وتحسين جودة الحياة،
يكمن مفتاح الحفاظ على صحة الكلى في الوعي بهذه الأعراض والتدخل السريع عند ظهورها، انتبه جيدًا للإشارات التي يرسلها جسمك، فقد تكون كليتاك تحاولان تنبيهك إلى وجود مشكلة، بالإضافة إلى ذلك، يمكن لبعض العادات البسيطة أن تساعد في الحفاظ على صحة الكلى، مثل شرب كمية كافية من الماء والسوائل الصحية، وتجنب الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالملح مثل الأطعمة المصنعة والمعلبة،