«حماية ورعاية» الشهر العالمي للتوعية بعدم الإساءة لكبار السن: طرق لحمايتهم نفسيًا وصحيًا

«حماية ورعاية» الشهر العالمي للتوعية بعدم الإساءة لكبار السن: طرق لحمايتهم نفسيًا وصحيًا

في شهر يونيو، يجدد العالم التزامه بالتوعية حول إساءة معاملة كبار السن، وفي هذا السياق، نستعرض معًا استراتيجيات فعالة لمواجهة هذه القضية الحساسة، وحماية كبارنا.

الدكتورة سمية محمد عبيد، أستاذة طب وصحة المسنين واستشارية التغذية العلاجية، تشير إلى تقرير هام صادر عن منظمة الصحة العالمية، يحمل عنوان “التصدي لإساءة معاملة كبار السن: 5 أولويات لعقد الأمم المتحدة للشيخوخة الصحية (2021-2030)”، ويوفر هذا التقرير خارطة طريق لمواجهة هذه المشكلة المتفاقمة.

الدكتورة سمية توضح أن الأولويات الخمس، التي انبثقت عن مشاورات مكثفة، تمثل حجر الزاوية في جهود التصدي لإساءة معاملة كبار السن.

مكافحة التمييز والتوعية

تتضمن الأولويات التي حددتها منظمة الصحة العالمية ما يلي:

  • مكافحة التمييز على أساس السن، فهو المحرك الأساسي وراء تجاهل إساءة معاملة كبار السن.
  • جمع بيانات شاملة ودقيقة لتعزيز الوعي بهذه القضية الحساسة.
  • تطوير حلول مبتكرة وفعالة من حيث التكلفة وتوسيع نطاقها.
  • تقديم دراسات جدوى متعمقة لمعالجة هذه المشكلة المعقدة.
  • تأمين التمويل اللازم لدعم جهود معالجة إساءة معاملة كبار السن.

الدكتورة سمية تلفت الانتباه إلى إحصائية مقلقة، تفيد بأن حوالي شخص من كل ستة أشخاص ممن تجاوزوا الستين عامًا، تعرضوا لشكل من أشكال الإساءة في محيطهم المجتمعي خلال الفترة 2023-2024، وتشير التوقعات إلى أن عدد كبار السن في العالم سيقفز من 900 مليون نسمة عام 2015 إلى قرابة المليارين عام 2050، مما ينذر بتفاقم مشكلة إساءة معاملة كبار السن مع تزايد أعدادهم في مختلف البلدان.

وتضيف الدكتورة سمية أن الإساءة قد تحدث في أي مكان، سواء في منازل كبار السن، أو منازل أقاربهم، أو دور الرعاية، وقد يرتكبها أفراد الأسرة، أو الغرباء، أو مقدمو الرعاية الصحية، أو حتى الأصدقاء.

عوامل الخطر التي تزيد من تعرض كبار السن للإساءة

تشمل العوامل الفردية التي تزيد من احتمالية التعرض للإساءة: الاعتماد على الآخرين في أداء المهام، والإعاقة، وضعف الصحة البدنية، والضعف الإدراكي، وتدهور الصحة النفسية، وانخفاض الدخل.

من جهة أخرى، تشمل الخصائص الفردية التي تزيد من خطر الإساءة: الأمراض النفسية، وإدمان المخدرات، واعتماد المعتدي على الضحية، خاصة من الناحية المادية.

على صعيد العلاقات الاجتماعية، قد يرتبط نوع العلاقة، سواء كانت زوجية أو عائلية، والحالة الاجتماعية، بزيادة خطر التعرض للإساءة، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه العوامل تختلف من مجتمع لآخر، كما أن التمييز ضد كبار السن يعتبر من العوامل المجتمعية والاجتماعية المرتبطة بإساءة معاملتهم.

وعن سبل حماية كبار السن من الإساءة، تشدد الدكتورة سمية محمد عبيد على أهمية تدخلات مقدمي الرعاية، التي توفر خدمات لتخفيف أعباء الرعاية، بالإضافة إلى برامج إدارة الأموال لكبار السن المعرضين للاستغلال المالي، وخطوط المساعدة وملاجئ الطوارئ، والفرق متعددة التخصصات، حيث تتطلب الاستجابة الفعالة تضافر جهود أنظمة متعددة، بما في ذلك العدالة الجنائية، والرعاية الصحية، ورعاية الصحة النفسية، وخدمات حماية البالغين، والرعاية طويلة الأجل.

وتختتم الدكتورة سمية بالتأكيد على أن الحل الجذري لهذه المشكلة يكمن في التمسك بتعاليم الدين والقيم الأصيلة، التي تحث على احترام كبار السن وتوقيرهم، وتلبية احتياجاتهم والإحسان إليهم، وتجنب الإساءة إليهم، والبر بهم والتواصل معهم.