«فرص واعدة» تجارة روسيا والعالم العربي: نمو ملحوظ

«فرص واعدة» تجارة روسيا والعالم العربي: نمو ملحوظ

هنا إعادة صياغة للمحتوى مع الالتزام بالتعليمات:

أكد الدكتور خالد حنفي، الأمين العام لاتحاد الغرف العربية، خلال تصريح له على هامش فعاليات منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي الثامن والعشرين (SPIEF 2025)، أن انعقاد المنتدى يكتسب أهمية خاصة في ظل الظروف الجيوسياسية الراهنة، وما يشهده الاقتصاد العالمي من تحديات نتيجة للحروب التجارية، مما يجعله منصة حيوية لمجتمعات الأعمال والسياسة والخبراء، ويتجلى ذلك في الزيادة المستمرة في أعداد المشاركين وتنوع الموضوعات المطروحة للنقاش

تأتي أهمية هذا المنتدى في كونه حدثًا عالميًا بارزًا يسعى إلى معالجة التحديات الاقتصادية الحالية التي تواجه روسيا والأسواق الناشئة، وكذلك العالم أجمع، مع التركيز على إيجاد حلول عملية وفعالة، وذلك من خلال دعم تنفيذ المشروعات المبتكرة وتبني استراتيجيات جديدة للتكيف مع المتغيرات الاقتصادية العالمية

نمو التبادل التجاري العربي الروسي

أشار الدكتور خالد حنفي إلى النمو الملحوظ في حجم التبادل التجاري بين روسيا والعالم العربي، حيث سجل التبادل التجاري بين روسيا والإمارات العربية المتحدة ارتفاعًا بنسبة 68% ليصل إلى 9 مليارات دولار في عام 2022، كما ارتفع حجم التبادل التجاري بين روسيا والمملكة العربية السعودية من مليار دولار في عام 2018 إلى 3.7 مليار دولار في عام 2023، وتتضمن الصادرات الروسية الرئيسية إلى الدول العربية النفط المكرر، والقمح، والشعير، والأسمدة، والمعادن، والأسلحة، والآلات، في حين تتكون الصادرات العربية الرئيسية إلى روسيا من الصفائح البلاستيكية الخام، وعلب الألمنيوم، ومركبات البناء، إلا أن حجم هذه الصادرات لا يزال أقل بكثير مقارنة بالصادرات الروسية إلى المنطقة

انتعاش الاقتصاد الروسي

بعد الانكماش الذي شهده الاقتصاد الروسي في عام 2022 نتيجة للعقوبات الدولية والحرب في أوكرانيا، بدأت علامات التعافي تظهر في عام 2024 مع تحقيق معدل نمو يقدر بنحو 3.6%، كما انخفض معدل التضخم من ذروته البالغة 13.8% في عام 2022 إلى 7.9% في عام 2024، مما يعكس جهود البنك المركزي في السيطرة على الأسعار، وعلى صعيد سوق العمل، انخفضت معدلات البطالة لتصل إلى حوالي 2.6% في عام 2024، مما يدل على وجود سوق عمل تنافسي، وعلى الرغم من انخفاض قيمة الروبل الروسي مقابل الدولار الأمريكي ليصل سعر الصرف إلى 110 روبلات للدولار الواحد في نهاية عام 2024، إلا أن احتياطيات النقد الأجنبي لروسيا ارتفعت إلى 606.7 مليار دولار أمريكي في عام 2024، الأمر الذي ساهم في تعزيز الاستقرار المالي للبلاد

الاستثمارات الخليجية والتمويل الإسلامي

أكد الدكتور حنفي أن صندوق الاستثمار المباشر الروسي (RDIF) يعتبر مصدرًا رئيسيًا للاستثمارات الخليجية في روسيا، خاصة في قطاعات البنية التحتية والتكنولوجيا، كما أشار إلى أن روسيا قد أطلقت برنامجًا تجريبيًا للتمويل الإسلامي في عام 2023 بهدف جذب رؤوس الأموال من منطقة الشرق الأوسط

أوبك+ والتنويع الاقتصادي

أوضح أن التعاون بين دول أوبك+، بقيادة روسيا والمملكة العربية السعودية، لعب دورًا حاسمًا في تحقيق الاستقرار في سوق النفط العالمية، لا سيما في أعقاب العقوبات الغربية المفروضة على روسيا في عام 2022، وفي ظل تزايد أهمية روسيا في استراتيجيات التنويع الاقتصادي للدول العربية، يمثل الاستثمار العربي أهمية بالغة للاقتصاد الروسي المتأثر بالعقوبات

تعتبر الطاقة والزراعة والخدمات اللوجستية من الركائز الأساسية في العلاقات الاقتصادية بين روسيا والدول العربية، إلا أن مجالات جديدة مثل التكنولوجيا والتمويل تشهد تطورًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، وفي الوقت نفسه، يشهد التوافق السياسي تعمقًا، تجسد في انضمام المملكة العربية السعودية إلى مجموعة البريكس، وتعزيز مكانة روسيا كشريك خارجي استراتيجي ورئيسي للدول العربية

يذكر أن المنتدى قد عقد برعاية وحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الفترة من 18 إلى 21 يونيو 2025 في مدينة سانت بطرسبرغ بروسيا، وشهد حضورًا رفيع المستوى من قادة دول العالم ووزراء من روسيا الاتحادية والدول الأجنبية والعربية، بالإضافة إلى مشاركة واسعة من رجال الأعمال والمستثمرين