أكد الدكتور محمد معيط المدير التنفيذي وممثل المجموعة العربية والمالديف بصندوق النقد الدولي على أهمية مواصلة القطاع المصرفي العربي الحفاظ على قوته وقدرته على الصمود في مواجهة الأوضاع الجيوسياسية الحالية المضطربة، فاستمرار هذه القدرة أمر بالغ الأهمية للاستقرار الاقتصادي في المنطقة، كما ان الحفاظ على صلابة القطاع المصرفي يضمن قدرته على دعم النمو الاقتصادي المستدام على المدى الطويل، ويحميه من الصدمات المحتملة في المستقبل
أهمية انعقاد القمة المصرفية في ظل الظروف الراهنة
صرح الدكتور معيط لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط في باريس على هامش مشاركته في القمة المصرفية العربية الدولية التي انعقدت في العاصمة الفرنسية، أن هذا المؤتمر السنوي يأتي هذا العام في ظل ظروف عالمية وإقليمية معقدة وصعبة لا يمكن التكهن بآثارها، مضيفًا أن هذه الآثار لن تقتصر على الجوانب السياسية والعسكرية بل ستمتد لتشمل الوضع الاقتصادي بشكل كبير، كما اوضح ان القطاع المصرفي يبحث في هذه المرحلة عن آليات للتعامل مع حالة عدم اليقين الناتجة عن التقلبات الشديدة والمتغيرات غير المحددة حتى الآن
دور القطاع المصرفي في دعم الاقتصاد العربي
أشار الدكتور معيط إلى أهمية هذه المؤتمرات والنقاشات لأن القطاع المصرفي يمثل العمود الفقري لأي نظام اقتصادي، مؤكدًا على ضرورة إجراء مناقشات معمقة وطرح حلول وأفكار عملية، وأضاف أن هذا المؤتمر الذي ينظمه اتحاد المصارف العربية بالتعاون مع المصارف الفرنسية يوفر فرصة قيمة للمناقشة وتبادل الأفكار ووضع تصورات مستقبلية للقطاع المصرفي العربي
ضرورة صياغة سياسات لمواجهة الأزمات
شدد الدكتور معيط على أهمية استمرار القطاع المصرفي العربي في الحفاظ على قدرته على المقاومة والصمود في وجه التحديات، وأكد أنه من الضروري أن يكون القطاع المصرفي قادرًا على صياغة سياسات فعالة للتعامل مع الأزمات الحالية والمستقبلية غير المتوقعة على المستويين الإقليمي والعالمي، مشيرا الي اهمية ان يكون القطاع المصرفي مستعدًا لمواجهة الصدمات الاقتصادية المحتملة في ظل الأوضاع الجيوسياسية المضطربة
أهمية دعم التعاون الإقليمي
أوضح الدكتور معيط أهمية تعزيز وتشجيع التعاون الإقليمي، مشيرًا إلى الاتجاه المتزايد نحو الحلول الإقليمية بدلًا من الاعتماد الكامل على المؤسسات الدولية، وأكد أن الاعتماد الدائم على المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي قد لا يكون الحل الأمثل في المستقبل، بل يجب على المناطق الجغرافية تعزيز مؤسساتها لتكون خط الدفاع الأول والأقوى في مواجهة التحديات الاقتصادية
تبادل الأفكار والخبرات
أكد الدكتور معيط أن هذه المؤتمرات والحوارات تخلق بيئة مناسبة لتبادل الأفكار والمعرفة والخبرات، مما يساعد في التوصل إلى حلول عملية للتحديات التي تواجه القطاع المصرفي والاقتصاد العربي بشكل عام
الصمود الاقتصادي ضرورة حتمية
أكد الدكتور معيط في كلمته خلال القمة المصرفية العربية الدولية أن الصمود الاقتصادي أصبح ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، ودعا إلى تنفيذ إصلاحات هيكلية واستثمارات في رأس المال البشري والبنية التحتية، بالإضافة إلى دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، كما شدد على أهمية الشراكة العربية الأوروبية في تحقيق الاستقرار والنمو المستدام من خلال تبني سياسات مالية مرنة وتكامل الموارد وتبادل الخبرات
انطلاق فعاليات القمة المصرفية العربية الدولية
انطلقت فعاليات القمة المصرفية العربية الدولية لعام 2025 في العاصمة الفرنسية باريس برعاية الرئيس الفرنسي، وبمشاركة نخبة من الشخصيات المصرفية والمالية المتخصصة التي تمثل العديد من الدول الأوروبية والعربية بما في ذلك مصر
الجهات المنظمة والشخصيات المشاركة
نظم اتحاد المصارف العربية فعاليات القمة بالتعاون مع الفيدرالية المصرفية الأوروبية والفيدرالية المصرفية الفرنسية واتحاد المصارف الفرانكفونية والغرفة التجارية العربية الفرنسية والاتحاد المصرفي الدولي، وحضر القمة عدد كبير من السفراء العرب المعتمدين في فرنسا من بينهم السفير علاء يوسف سفير مصر بباريس، بالإضافة إلى قيادات من المؤسسات المالية والمصرفية والدبلوماسية العربية والأوروبية
أهداف القمة ومحاور النقاش
عُقدت القمة هذا العام تحت عنوان “الصمود الاقتصادي في ظل التغيرات الجيوسياسية”، وهدفت إلى تعزيز الحوار والتعاون بين الجهات المعنية من أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشأن التحديات الاقتصادية والمصرفية المشتركة، بالإضافة إلى استكشاف فرص تسريع النمو الاقتصادي من خلال تعزيز الاستثمار والتجارة والابتكار التكنولوجي، وناقشت القمة التحديات الاقتصادية والجيوسياسية التي تواجه أوروبا مع التركيز على تأثير حالة عدم اليقين العالمية على الأنظمة المالية في المنطقة، فضلا عن التعاون المصرفي والمالي العربي الأوروبي