المسافة الجغرافية وتأثيرها على الصراع الإيراني الإسرائيلي
يرى المفكر السياسي الدكتور عبد المنعم سعيد أن البعد الجغرافي بين إيران وإسرائيل يضفي طابعًا مختلفًا على أي مواجهة محتملة، مما يجعلها أقل حدة مقارنة بالصراعات بين الدول المتجاورة، وأشار إلى أن كلا الطرفين يعتمد على أساليب قتالية متباينة، حيث تستخدم إيران الصواريخ في هجماتها، بينما تعتمد إسرائيل على سلاح الجو.
وفي مقابلة مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج “على مسئوليتي” الذي يذاع على وكالة الأنباء الوطنية المصرية، صرح سعيد بأن مصر والعالم العربي يمتلكان القدرة على صياغة مستقبل جديد للشرق الأوسط، مؤكدًا أن مصر تحديدًا تستطيع أن تقود هذا التغيير من خلال طرح مبادرة سلام جديدة.
الغموض النووي الإسرائيلي وتجاهل المجتمع الدولي
أوضح سعيد أن إسرائيل لم تعترف يومًا بامتلاكها أسلحة نووية، وهو أمر يقر به العالم ضمنيًا، وانتقد صمت المجتمع الدولي تجاه التجارب النووية التي أجرتها كل من الهند وباكستان، معتبرًا أن هذا التجاهل يمتد ليشمل أيضًا الترسانة النووية الإسرائيلية.
التهديدات المتبادلة والاستعدادات الإسرائيلية للحرب
أشار سعيد إلى أن كلاً من إيران وإسرائيل يتبادلان التهديدات باستمرار، لكن إسرائيل تتفوق في امتلاكها ملاجئ وغرفًا محصنة داخل المنازل، والتي ظهرت أهميتها خلال أحداث 7 أكتوبر، وأكد أن إسرائيل تستعد لمواجهة طويلة الأمد وتسعى لحماية مواطنيها، في حين أن إيران تفتقر إلى مثل هذه التحصينات.
مساعي إسرائيل لزعزعة الاستقرار الداخلي في إيران
أفاد سعيد بأن إسرائيل تسعى جاهدة لتأليب الشعب الإيراني ضد النظام الحاكم، لافتًا إلى أن طهران مدينة ذات كثافة سكانية عالية، وأشار إلى أن قدرة إيران على تأسيس حزب الله شكلت مفاجأة للعالم، حيث تركت النظام السياسي اللبناني تحت سيطرته، وتوقع أن تفاجئ إيران العالم مرة أخرى في المستقبل القريب.
الإرث العسكري الإيراني والمفاجآت المحتملة
أكد سعيد أن إيران صمدت في مواجهة العراق لمدة ثماني سنوات، وتمتلك تاريخًا عسكريًا طويلًا يسمح لها بالتخطيط لعمليات غير متوقعة، وأضاف أن القيادة العملياتية الإيرانية تسعى دائمًا إلى اتخاذ خطوات مفاجئة، وأنها لا تزال تمتلك أوراقًا رابحة في صراعها مع إسرائيل.