«قلوب يعتصرها الفقد» نجل يروي تفاصيل وداع والده الشهيد: «كان يطمئننا رغم ألمه» – فيديو

«قلوب يعتصرها الفقد» نجل يروي تفاصيل وداع والده الشهيد: «كان يطمئننا رغم ألمه» – فيديو

بداية الفاجعة

في غمضة عين، تبدلت الأحوال، تلقى خالد عبد العال، ابن فارس الشرقية الذي استشهد، اتصالاً غير متوقع، رن هاتف صديقه ثم صمت، ليعود ويتصل مرة أخرى ناقلاً الخبر المفجع: “أحمد، والدك، السيارة اشتعلت به وهو بداخلها”، في تلك اللحظة، شعر وكأن الأرض ابتلعته والزمن توقف به.

في برنامج “التفاصيل” مع الإعلامية نهال طايل على قناة “ني مصر 2″، عبّر نجل الشهيد بصوت خنقته العبرات أن الخبر باغته تماماً، ولم يخطر بباله أن والده سيواجه هذا المصير، لم يعرف إلى أي مستشفى نُقل، وظل يتصل بلا هوادة، إلى أن وصل أخيرًا إلى مستشفى العاشر من رمضان، حيث بدأت فصول الألم.

لحظة اللقاء الأخيرة

عندما رآه للمرة الأولى، كان في حالة مزرية، لكنه ابتسم ليطمئنه قائلاً: “الحمد لله، الأهم أن أحداً غيري لم يصب بأذى”، هكذا يسترجع الابن صورة والده بحروق شديدة تغطي معظم جسده، ورغم العذاب، أصرّ على الوقوف ليطمئن على أبنائه، وخاصة بناته اللاتي كنّ متعلقات به بشدة.

كانت الحروق قد غطت جسده بالكامل:

  • وجهه.
  • يديه.
  • ظهره.
  • قدميه.
  • حتى رأسه.

يقول الابن: “رغم أن الوجع كان يفوق الوصف، كان يحاول التخفيف عنا”، مشيراً إلى أن والده لم يمكث في مستشفى أهل مصر سوى ثلاثة أيام قبل أن يفارق الحياة.

الأب القائد والصديق

لم يكن والدي مجرد أب، بل كان قائداً ومعيناً وصديقاً حميماً، يضيف الابن: “كان أبي كل شيء في حياتنا، ليس فقط لي ولأمي وأخواتي، بل كان عمود العائلة بأكملها”، لطالما كان مرجعاً للناس في اتخاذ القرارات، حتى الصغيرة منها، “كان دائماً يسدي لي النصائح، لم يكن مجرد أب، بل كان صديقاً، وكان منفتحاً على كل شيء”.

كلمات الوداع

في آخر حديث جمعهما، حكى والده أنه عندما كان يحاول إنقاذ الآخرين والنيران تلتهمه، حاول إخمادها بنفسه قائلاً: “لم يطفئني أحد، أنا من أطفأت نفسي”، ورغم الألم المبرح، لم يفكر في نفسه، بل سارع للاطمئنان على الجميع، ثم سقط على الأرض.