«نافذة على الروح» متى يكون “الشرود الذهني” دلالة على اعتلال نفسي.. استشاري يُبين

«نافذة على الروح» متى يكون “الشرود الذهني” دلالة على اعتلال نفسي.. استشاري يُبين

“السرحان” رفيق دائم، يجعلك تعيش في عالمك الخاص، ويقلل تفاعلك مع الآخرين، ويشتت ذهنك باستمرار، قد تلاحظ هذه العلامات على المقربين منك، أو ربما تعاني منها أنت نفسك، فكثرة الشرود الذهني قد تشير إلى وجود مشكلة نفسية، أو ذهنية، أو حتى عقلية، هذا ما يؤكده الدكتور عادل سلطان، استشاري الأمراض النفسية بقصر العيني

السرحان ليس دائمًا مدعاة للقلق، فهو قد يكون مجرد استجابة طبيعية للضغوط الحياتية، أو علامة على أننا منغمسون في التفكير العميق، ولكن عندما يصبح السرحان مفرطًا ويؤثر سلبًا على حياتنا اليومية، فمن الضروري الانتباه، يمكن أن يكون السرحان المفرط علامة على مشكلات نفسية أو عقلية تحتاج إلى تقييم وعلاج متخصص

درجات السرحان وأسبابه

يشرح الدكتور سلطان أن السرحان يتفاوت في درجته، فهناك السرحان الحميد أو الطبيعي الذي يصيب معظمنا عندما نفكر في مشكلة ما تشغلنا، أو نخطط لأمر ما، أو نعاني من ضغوط العمل، أو الحياة اليومية، أو بعض الضغوط النفسية، وهناك درجات أخرى أكثر خطورة ترتبط بمشكلات حقيقية، ومنها:

– الإفراط في التفكير المستمر الذي لا يتوقف.

– المشكلات السلوكية المرتبطة بالشخصية الانعزالية، أو التي تعاني من اضطرابات مثل الانفصال عن الواقع.
– الأمراض والاضطرابات النفسية التي يكون فيها السرحان شديدًا للغاية، كالذهان، والفصام، واضطرابات الاكتئاب بمختلف درجاتها، واضطرابات القلق والتوتر الحاد، والوسواس القهري، ونوبات الهلع، والفوبيا وغيرها.

متى يجب القلق من السرحان؟

ينصح الدكتور عادل سلطان بالاهتمام بهذا العرض، خاصة لدى الأطفال والمراهقين والبالغين، لأنه قد يكون مؤشرًا على اضطراب نفسي، أو سلوكي، أو شخصي إذا كان بدرجة عالية، خاصة إذا ترافق مع أعراض أخرى مثل:

– الانفصال التام عن الواقع.

– عدم التفاعل مع الآخرين.

– الانطواء الشديد.

– أعراض اكتئابية وحزن وقلق شديد.

– اضطرابات حادة في الذاكرة.

– مشاكل جسدية ليس لها سبب عضوي واضح.

– انعزال عن الحياة الاجتماعية والعملية.

– إخفاقات متكررة في الدراسة أو العمل.

– اضطرابات حادة في الوزن، سواء بالزيادة أو النقصان الملحوظ.

علاج السرحان

يشدد استشاري الأمراض النفسية على أهمية استشارة متخصص نفسي لتحديد طبيعة السرحان، ودرجته، وتأثيره على شخصية المريض ونفسيته، وما إذا كان يشير إلى وجود اضطراب ما، غالبًا ما يعتمد العلاج على السبب، ويشمل العلاجات السلوكية المعرفية، أي العلاج بالكلام مع المختص، وفي حال وجود أمراض عقلية أو نفسية، قد يتم وصف أدوية لعلاج السبب الجذري

نصائح للتعامل مع السرحان وشرود الذهن

– لا تدع السرحان وشرود الذهن يسيطران عليك، واستشر طبيبًا مختصًا.

– انخرط في مجتمعك، وتواصل مع أصدقائك وعائلتك.

– واجه الرغبة في السرحان إذا كانت خارجة عن إرادتك، واستشر طبيبًا مختصًا.

– قلل من التعرض للشاشات قدر الإمكان.

– احصل على قسط كافٍ من الراحة والنوم.

– قلل من الضغوط النفسية، ومارس تمارين التنفس بانتظام.