«تحذير خطير» المندوب الإيراني: ضرب إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية يشكل خرقًا واضحًا لميثاق الأمم المتحدة

«تحذير خطير» المندوب الإيراني: ضرب إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية يشكل خرقًا واضحًا لميثاق الأمم المتحدة

أكد مندوب إيران لدى مجلس الأمن، أمير سعيد إيرواني، أن الاعتداء الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية السلمية، الخاضعة لإشراف دولي، يمثل خرقًا واضحًا لميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، واصفًا ذلك بأنه “سابقة خطيرة”، تستدعي تدخل المجتمع الدولي، لوقف التصعيد المستمر في المنطقة، والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وضمان عدم تكرار مثل هذه الاعتداءات مستقبلًا.

وفي كلمته أمام مجلس الأمن، أوضح أمير سعيد إيرواني أن إسرائيل استهدفت العديد من المرافق الطبية في إيران، في تعدٍّ صارخ على القوانين والأعراف الدولية، مبينًا أن خمسة مستشفيات على الأقل تضررت حتى الآن نتيجة لهذه الهجمات، التي وصفها بالإرهاب الحكومي، الذي لا يمكن السكوت عنه بأي حال من الأحوال.

كما لفت المندوب الإيراني في مجلس الأمن الانتباه إلى أن البرنامج النووي الإيراني مخصص للأغراض السلمية فقط، ويخضع لرقابة دقيقة وشاملة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما ينفي أي مزاعم بوجود أهداف أخرى غير معلنة.

وشدد المندوب الإيراني في مجلس الأمن على أن بلاده تحتفظ بحقها الكامل في الدفاع عن نفسها، وفقًا لما يكفله ميثاق الأمم المتحدة، مؤكدًا أن طهران لن تتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أمنها القومي ومصالحها المشروعة.

المواجهة بين إسرائيل وإيران

في يوم الجمعة، شنت إيران هجومًا على مبنى “غاف يام 4″، وهو مركز تكنولوجي متطور يقدم خدمات التجسس والذكاء الاصطناعي للجيش الإسرائيلي، ويضم المركز كوادر من شركات عالمية مثل مايكروسوفت وآي بي إم، بالإضافة إلى ضباط متخصصين من وحدات الحرب السيبرانية التابعة للجيش الإسرائيلي.

ويُعد هذا المركز بمثابة منصة لتدريب أفراد المخابرات الإسرائيلية على استخدام الطائرات المسيرة، ويضم مكاتب مرتبطة بعمليات التجسس ووحدات الأمن الداخلي التابعة للجيش الإسرائيلي، مما يجعله هدفًا مشروعًا في إطار الصراع الدائر بين البلدين.

وفي المنطقة ذاتها التي استهدفتها إيران بصاروخ يحمل نحو 300 كيلوغرام من المتفجرات، يوجد مجمع استخباراتي عسكري إسرائيلي ضخم، يضم وحدة “أوفيك” التكنولوجية التابعة لسلاح الجو، ومراكز تكنولوجيا سيبرانية أخرى، بالإضافة إلى مقر قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية بأكملها.

في 13 يونيو/حزيران 2025، نفذت إسرائيل سلسلة من الهجمات واسعة النطاق على منشآت نووية وعسكرية إيرانية، مستخدمةً في ذلك طائرات مقاتلة وطائرات مسيرة، وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل عدد من كبار السياسيين والعلماء الإيرانيين.

وردّت إيران في الليلة نفسها بإطلاق وابل من الصواريخ والطائرات المسيرة، التي استهدفت مواقع داخل الأراضي الإسرائيلية، وفي الأيام التي تلت ذلك، تعرضت أهداف في حيفا وتل أبيب ومناطق سكنية أخرى لهجمات مماثلة.

وفي 15 يونيو/حزيران، تصاعدت حدة التوتر بشكل أكبر، مع دخول جماعة الحوثي اليمنية “أنصار الله” على خط المواجهة، حيث شنت هجمات بالصواريخ الباليستية، بما في ذلك صواريخ أسرع من الصوت، ضد أهداف إسرائيلية في يافا ووسط إسرائيل، مما وسع نطاق الصراع ليشمل أطرافًا إقليمية أخرى، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام دولية.

وفي يوم الثلاثاء الموافق 17 يونيو 2025، شنت إيران هجومًا على وكالات الاستخبارات الإسرائيلية، “المخابرات العسكرية والموساد”، في خطوة تصعيدية جديدة تهدف إلى إضعاف قدرات الخصم الاستخباراتية.

وأفادت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء، نقلًا عن مصادر دفاعية إيرانية، بمقتل عدد كبير من كبار الضباط والقادة في هذه الأجهزة، في إشارة إلى نجاح الهجوم في تحقيق أهدافه.

وبالتفصيل، نفذت القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني هجومًا صاروخيًا على مراكز أمنية واستخباراتية شمال تل أبيب، باستخدام صاروخ حديث ومتطور، واستهدف الهجوم مركزين استخباراتيين رئيسيين، وهما: أمان (جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي) والموساد (جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية).

ولا تزال الهجمات مستمرة من كلا الجانبين حتى يومنا هذا، مما ينذر بتصعيد أكبر في الصراع، واحتمالية انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة.