استمرار ارتفاع ضغط الدم رغم تناول الأدوية يشير إلى حالة تعرف بارتفاع ضغط الدم المقاوم، وهو ليس مجرد نوع مزمن من ارتفاع ضغط الدم، بل إشارة إلى أن الخطة العلاجية الحالية قد لا تكون كافية، ما يستدعي تحويل التركيز من مجرد زيادة الجرعات إلى فهم أعمق لأسباب هذه المقاومة، وهذا يتضمن تحديد الأسباب الثانوية، وتعزيز الالتزام بالعلاج، والنظر في حلول مبتكرة عند الحاجة، وذلك بحسب تقرير نشره موقع “تايمز أوف انديا”
إليك ما تحتاج معرفته للسيطرة على ضغط الدم المقاوم
فك شفرة الأرقام: ماذا تعني قراءات ضغط الدم؟
عادةً ما تُسجل قراءة ضغط الدم كرقمين: الانقباضي (الرقم العلوي) والانبساطي (الرقم السفلي)، والأمثل أن يكون كلا الرقمين أقل من 120/80 ملم زئبق، ويتم تصنيف ارتفاع ضغط الدم إلى مراحل مختلفة بناءً على هذه القراءات
الدرجة الأولى (خفيفة): 140-159/90-99 ملم زئبق
الدرجة الثانية (متوسطة): 160-179/100-109 ملم زئبق
الدرجة الثالثة (شديدة): 180/110 ملم زئبق أو أعلى
في بعض الحالات، يظل ضغط الدم مرتفعًا بالرغم من استخدام عدة أدوية، وتُعرف هذه الحالة بارتفاع ضغط الدم المقاوم، ويُعرَّف بأنه استمرار ضغط الدم فوق المستوى المستهدف (140/90 ملم زئبق، أو 130/80 ملم زئبق للأفراد المصابين بالسكري أو أمراض الكلى المزمنة) حتى مع تناول ثلاثة أدوية على الأقل لخفض ضغط الدم، بما فيها مدر للبول بالجرعات المثالية
ما الأسباب وراء ارتفاع ضغط دمك؟
يكمن جوهر ارتفاع ضغط الدم المقاوم في فرط نشاط الجهاز العصبي الودي، الذي يجعل الجسم دائمًا في حالة تأهب، مما يؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية وزيادة ضغط الدم، هذا النشاط الودي الزائد يلعب دورًا حاسمًا في صعوبة السيطرة على ارتفاع ضغط الدم، إضافة إلى ذلك، يمكن أن تساهم عدة أسباب ثانوية أخرى، مثل أمراض الكلى المزمنة، والاختلالات الهرمونية (مثل فرط الألدوستيرونية الأولي أو مشاكل الغدة الدرقية)، وحالات مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي، بعض الأدوية مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، والكورتيكوستيرويدات، وبعض مضادات الاكتئاب، قد تتداخل مع تنظيم ضغط الدم، وأيضًا عوامل نمط الحياة مثل الإفراط في تناول الملح، والسمنة، والإجهاد المزمن، يمكن أن تفاقم المشكلة
غالبًا ما يتم التقليل من أهمية ارتفاع ضغط الدم لدى أغلب المرضى نظرًا لكونه صامتًا ولا يسبب أعراضًا واضحة، والتعامل مع ارتفاع ضغط الدم المقاوم لا يقتصر فقط على خفضه بشكل مؤقت، بل يشمل أيضًا حماية المستقبل، مع أن تعديل الأدوية، وتحسين نمط الحياة، ومعالجة الأسباب الجذرية تبقى أمورًا ضرورية، إلا أننا بحاجة أيضًا إلى التفكير فيما هو أبعد من مجرد السيطرة على الأعراض، العلاجات التدخلية الحديثة والمبتكرة، مثل إزالة التعصيب الكلوي (RDN)، تقدم مسارًا واعدًا، وذلك عن طريق استهداف الأعصاب المفرطة النشاط التي تسبب ارتفاع ضغط الدم، يمتلك RDN القدرة على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل، بما في ذلك السكتة الدماغية، وفشل القلب، وتلف الكلى
طرق إدارة ارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل
يتطلب ارتفاع ضغط الدم المقاوم عناية مستمرة وخطة مرنة طويلة الأمد، من خلال المتابعة المنتظمة، سواء في المنزل أو في العيادة، يمكنك الحفاظ على ضغط الدم ضمن النطاق المثالي الذي يقل عن 140/90 ملم زئبق، مع الحرص الدائم على زيارة الطبيب بانتظام، والتحدث عن الأعراض، والوعي بتأثير عدم السيطرة على ضغط الدم، وإجراء تغييرات مستمرة في نمط حياتك، أو اختيار علاج تدخلي مبتكر، بالخطة الصحيحة، يصبح التحكم طويل الأمد ممكنًا وواقعيًا