الصداع المستمر يبدأ كإحساس خفيف، كطرق لطيف على مؤخرة الرأس، ربما تحاول تجاهله ببعض الحيل مثل شرب الماء، أو تشتيت نفسك بالهاتف، لكنه يظل يلازمك، لا يزول
قد تمر ساعات، وهذا الألم الخفيف يتحول إلى نبض قوي خلف العينين، أو يشتد أسفل الرقبة، فإذا أصبح الصداع رفيقك الدائم، فربما جسدك يحاول أن يخبرك بشيء مهم، فقد يكون مرتبطًا بمشكلة صحية تحتاج إلى انتباه، فالصداع ليس مجرد عارض عابر، بل إشارة تستحق الإصغاء إليها، لمعرفة ما يختبئ وراءها
فيما يلي نظرة مفصلة على الرسائل التي قد يحاول جسمك إيصالها من خلال هذا الصداع المستمر، ولماذا يجب ألا تتجاهله أبدًا
قد تكون مصابًا بالجفاف
الجفاف هو سبب شائع للصداع المزمن، وغالبًا ما يتم تجاهله، عندما لا يحصل الجسم على الماء الكافي، يتقلص الدماغ مؤقتًا ويبتعد عن الجمجمة، مما يسبب الألم، فإذا كنت تعتمد على القهوة وتنسى شرب الماء طوال اليوم، فقد يكون هذا الألم المزعج هو صرخة استغاثة من جسدك، يطلب الماء وليس فنجان قهوة آخر
الحل السريع: ابدأ يومك بكوب كبير من الماء، واجعل هدفك شرب 2-3 لترات يوميًا، خاصة في الطقس الحار أو عند ممارسة الرياضة
وجود مشكلة في الرؤية
في عصر الشاشات، تتعرض عيناك لإجهاد مستمر بسبب أجهزة الكمبيوتر المحمولة، الهواتف، الأجهزة اللوحية والتلفزيونات، مشاكل الرؤية غير المصححة أو التعرض المطول للشاشات يمكن أن يسببا صداعًا توتريًا أو حتى صداعًا نصفيًا، إذا كان صداعك مصحوبًا بضبابية في الرؤية، جفاف في العينين، أو إحساس بعدم الراحة خلفهما، فقد حان الوقت لإجراء فحص للعين أو أخذ استراحة من الشاشات
الحل السريع: طبق قاعدة 20-20-20، انظر إلى شيء يبعد 20 قدمًا لمدة 20 ثانية كل 20 دقيقة
التوتر أو الإجهاد
التوتر لا يؤثر على رأسك فقط، بل يمتد إلى كتفيك، رقبتك وفروة رأسك، مما يؤدي إلى تشنج العضلات وشدها وألمها، هذا النوع من الصداع غالبًا ما يشبه شريطًا ضاغطًا يلف رأسك بأكمله
حل سريع: جرب تمارين اليقظة الذهنية، تمارين تمدد الرقبة اللطيفة، أو ضع كمادات دافئة لتخفيف توتر العضلات، تمارين اليوغا والتنفس العميق لها تأثير مهدئ أيضًا
عدم الحصول على نوم جيد
النوم هو الوقت الذي يستعيد فيه جسمك ودماغك حيويتهما، إذا كنت تتقلب في فراشك، تسهر لساعات متأخرة، أو تستيقظ وأنت تشعر بالتعب، فقد يظهر نقص النوم العميق في صورة صداع مستمر، قلة النوم تؤثر على مستويات السيروتونين والدوبامين، وهما ناقلان عصبيان يلعبان دورًا هامًا في تنظيم الألم
الحل السريع: ضع روتينًا منتظمًا للنوم، تجنب الشاشات قبل النوم بساعة، خفف الأضواء، واسعَ للحصول على 7-9 ساعات من النوم المتواصل
قد يكون هناك نقص في العناصر الغذائية
هل تعلم أن نقص المغنيسيوم، فيتامين د أو فيتامين ب12 يمكن أن يؤدي إلى الصداع، وحتى الصداع النصفي، هذا النقص يؤثر على وظائف الأعصاب وكيمياء الدماغ، فإذا كنت تشعر دائمًا بالتعب، الانفعال أو الحساسية للضوء، بالإضافة إلى الصداع، فقد يكون من المفيد إجراء فحص دم
الحل السريع: أضف الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم مثل المكسرات، الخضراوات الورقية والحبوب الكاملة إلى نظامك الغذائي، أو استشر طبيبك بشأن المكملات الغذائية
قد يكون هناك اختلال في التوازن الهرموني
الصداع المرتبط بالتبويض، الدورة الشهرية أو انقطاع الطمث من الشكاوى الشائعة لدى النساء، ويُعتقد أنه ناتج عن تقلبات في مستويات هرمون الاستروجين، التغيرات الهرمونية يمكن أن تسبب الصداع النصفي أو الصداع الدوري المتكرر
علاجه: تتبع دورتك الشهرية والأعراض المصاحبة لها، واستشر طبيبك بشأن اختبار الهرمونات أو طرق التحكم فيها، مثل التغييرات الغذائية، تقليل التوتر أو الأدوية
قد تكون معتمدًا على الكافيين (أو تنسحب منه)
هل تستمتع بقهوتك، لا بأس في ذلك، لكن الإفراط في تناول الكافيين أو تناوله بشكل غير منتظم قد يؤثر سلبًا على الأوعية الدموية في دماغك، التوقف المفاجئ عن الكافيين أو الإفراط فيه كلاهما من محفزات الصداع
إصلاح سريع: حافظ على تناول الكافيين بانتظام، لا تتوقف فجأة أو تفرط في تناوله، وحاول استبدال القهوة بشاي الأعشاب من حين لآخر لتجديد طاقتك
متى يجب أن تقلق؟
إذا كان صداعك مصحوبًا بضبابية في الرؤية، ارتباك، خدر، غثيان أو صعوبة في الكلام، فاطلب المساعدة الطبية فورًا، فقد تكون هذه علامات على حالة خطيرة، مثل سكتة دماغية أو مشكلة عصبية أخرى