في ظل تصاعد حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي في الأسواق المالية العالمية، تظهر خيارات التداول على “بتكوين” أن المستثمرين يتخذون إجراءات لحماية أنفسهم من انخفاض محتمل في السعر إلى مستوى 100 ألف دولار، مما يعكس حذرًا ملحوظًا في التعاملات الأخيرة
شهدت منصة “ديربيت” (Deribit) للمشتقات المشفرة قفزة في نسبة حجم عقود البيع إلى الشراء لتصل إلى 2.17 خلال الـ24 ساعة الماضية، مما يدل على ميل قوي نحو استراتيجيات التحوط، حيث يسعى المتداولون إلى تقليل المخاطر المحتملة
سجلت عقود البيع، التي تمنح مالك العقد الحق في البيع بسعر محدد وتحمي من الخسائر، طلباً مرتفعاً للغاية، خاصة على العقود قصيرة الأجل، ما يعكس توقعات بانخفاضات محتملة في المستقبل القريب
بالنسبة للخيارات التي تنتهي صلاحيتها في 20 يونيو، تصدرت عقود البيع عند مستوى 100 ألف دولار قائمة الاهتمام المفتوح، مع نسبة عقود بيع إلى شراء تبلغ 1.16، وهذا يشير إلى قلق متزايد بشأن احتمال انخفاض وشيك في السعر، مما يدفع المستثمرين لاتخاذ تدابير وقائية
سجلت “بتكوين” أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 111,980 دولاراً في 22 مايو، وارتفعت بأكثر من 50% منذ فوز دونالد ترمب، المعروف بدعمه للعملات المشفرة، في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر، واستقرت العملة المشفرة الأكبر عالمياً عند نحو 104,377 دولاراً يوم الأربعاء، دون تسجيل تغيير كبير
الضغوط على “بتكوين”
يأتي هذا التحوط في وقت يواجه فيه صانعو السياسات في مجلس الاحتياطي الفيدرالي بيئة شديدة الغموض، إذ تضيف التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وتقلبات أسعار الطاقة مزيداً من الضغوط التضخمية والمخاطر على سوق العمل، خاصة في ظل سياسات ترمب الجمركية
بينما جاء قرار “الاحتياطي الفيدرالي” بالإبقاء على سياسته النقدية من دون تغيير للمرة الرابعة على التوالي في اجتماعه يوم الأربعاء متوافقاً مع التوقعات، تتجه الأنظار إلى أحدث توقعاته بشأن النمو والبطالة وأسعار الفائدة، والتي ستكون حاسمة لتحديد مسار السوق في الفترة المقبلة