شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية، اليوم الخميس، ارتفاعاً طفيفاً يقدر بنحو 15 جنيهاً، وذلك نتيجة للتوترات الجيوسياسية المتزايدة واستمرار حالة الضبابية الاقتصادية، على الرغم من الثبات النسبي الذي سجلته الأوقية في البورصة العالمية، وذلك وفقاً لتقرير صادر عن منصة “آي صاغة” المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، حيث رصدت المنصة هذا الارتفاع الطفيف,
أسعار الذهب اليوم بحسب “آي صاغة”
أفاد سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة”، بأن سعر جرام الذهب عيار 21 قد وصل إلى 4805 جنيهات، مقارنة بـ 4790 جنيهاً في ختام تعاملات يوم أمس الأربعاء، بينما سجلت الأوقية تراجعاً هامشياً بمقدار دولار واحد فقط، لتستقر عند 3373 دولاراً، وهذا يعكس تحركات طفيفة في الأسعار العالمية والمحلية,
وفيما يتعلق ببقية الأعيرة، فقد سجل جرام الذهب عيار 24 حوالي 5491 جنيهاً، بينما بلغ عيار 18 نحو 4119 جنيهاً، ووصل سعر جرام الذهب عيار 14 إلى 3204 جنيهات، أما الجنيه الذهب، فقد ارتفع ليسجل 38440 جنيهاً، وهذه الأسعار تعكس التفاوت بين الأعيرة المختلفة,
تراجع أسعار الذهب في تعاملات الأمس
شهدت الأسواق المحلية انخفاضاً في أسعار الذهب خلال تعاملات يوم أمس، حيث فقد جرام الذهب عيار 21 حوالي 20 جنيهاً، بعد أن افتتح التداول عند 4810 جنيهات وأغلق عند 4790 جنيهاً، أما على الصعيد العالمي، فقد انخفضت الأوقية بمقدار 13 دولاراً، من 3385 إلى 3372 دولاراً، مما يدل على تقلبات السوق,
تأثير التوترات الجيوسياسية على الأسعار
أوضح إمبابي أن الارتفاع الطفيف في الأسعار المحلية اليوم يأتي في ظل استقرار الأوقية دون مستوى 3400 دولار، متأثرة بتزايد التوترات الجيوسياسية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، واستمرار المخاوف المتعلقة بآفاق التجارة العالمية، وهذا يعكس تأثير الأحداث العالمية على السوق المحلي,
دور الفيدرالي الأمريكي في تحديد مسار الذهب
أضاف إمبابي أن قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير قد شكل عاملاً كابحاً لصعود الذهب، ولكنه في المقابل يعزز جاذبية المعدن النفيس على المدى المتوسط، نظراً لما توفره الأزمات الجيوسياسية من دوافع قوية للطلب على الذهب كملاذ آمن، وهذا يسلط الضوء على أهمية السياسات النقدية في التأثير على أسعار الذهب,
حالة الترقب والقلق في الأسواق
تعيش الأسواق حالة من الترقب والقلق بعد تداول تقارير حول احتمال توجيه الولايات المتحدة ضربة إلى طهران، في ظل تصاعد المواجهات مع إسرائيل، وهو ما يزيد من الطلب الاستثماري على الذهب في ظل هذه البيئة غير المستقرة، مما يعكس دور الذهب كملاذ آمن في الأوقات العصيبة,
تثبيت الفائدة وتوقعات الفيدرالي المستقبلية
كان الاحتياطي الفيدرالي قد أبقى، الأربعاء الماضي، على أسعار الفائدة دون تغيير للاجتماع الرابع على التوالي، في نطاق يتراوح بين 4.25% و4.50%، ولكنه في الوقت نفسه رفع توقعاته للفائدة خلال العامين المقبلين، مشيراً إلى تقليص عدد التخفيضات المتوقعة، حيث يتوقع سبعة من أصل 19 مسؤولاً في البنك المركزي الأمريكي عدم إجراء أي خفض للفائدة خلال عام 2025,
وفي تصريحات عقب الاجتماع، أكد رئيس المجلس جيروم باول أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال قوياً ومرناً، لافتاً إلى أن معدلات التضخم بدأت تقترب من الأهداف المرجوة، في وقت تواصل فيه سوق العمل أداءها القوي، مع استمرار انخفاض معدلات البطالة,
كما حذر الاحتياطي الفيدرالي من مخاطر تضخمية إضافية ناتجة عن السياسات التجارية، لا سيما مع اتجاه الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إلى فرض رسوم جمركية جديدة، ورفع توقعات التضخم إلى 3.6% و3.4% لعامي 2026 و2027 على التوالي,
الذهب بين التضخم والسياسة النقدية
في ظل هذه المعطيات، يواصل الذهب تحقيق أداء قوي على خلفية ارتفاع التضخم، إلا أن استمرار السياسة النقدية المتشددة ورفع أسعار الفائدة لفترة أطول من المتوقع يمثل عامل ضغط رئيسي قد يحد من مكاسب الذهب مستقبلاً,