شهدت مخزونات الخام الأمريكية انخفاضًا ملحوظًا الأسبوع الماضي هو الأكبر منذ قرابة عام، مما يشير إلى سوق نفط أمريكي أكثر إحكامًا، في ظل التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران التي تهدد الإمدادات من منطقة الشرق الأوسط، وهو تطور يستدعي الانتباه.
كشفت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الصادرة يوم الأربعاء عن تراجع في مخزونات النفط بواقع 11,5 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 13 يونيو، وهو أكبر انخفاض منذ أواخر يونيو 2024، حيث تركز معظم هذا الانخفاض في منطقة ساحل الخليج الأمريكي، التي تمثل الجزء الأكبر من صادرات النفط الأمريكية، لتصل المخزونات هناك إلى أدنى مستوياتها منذ ديسمبر 2023، مما يبرز أهمية هذه المنطقة في سوق النفط العالمي.
يعزى هذا السحب الكبير إلى ارتفاع الطلب من المصافي التي زادت إنتاجها من البنزين مع بداية موسم السفر الصيفي، بالإضافة إلى انخفاض صافي واردات الخام، مما يعكس ديناميكية العرض والطلب في سوق النفط، وهي عوامل مترابطة.
أوضح مات سميث، كبير محللي النفط في منطقة الأمريكتين لدى شركة “كيبلر” لأبحاث السوق، أن “الصادرات القوية، والواردات المنخفضة، واستخدام المصافي لنحو 17 مليون برميل يوميًا من الخام، اجتمعت كلها لتتسبب في سحب كبير من مخزونات النفط الأمريكية”، مشيرًا إلى التفاعل المعقد بين هذه العوامل، وأثرها على المخزونات النفطية.
وأضاف سميث: “الزيادة الطفيفة في مخزونات المنتجات النفطية وسط انتعاش الطلب ظاهريًا ساهم في تشكيل تقرير يميل إلى الجانب الإيجابي”، مما يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى تحليل وضع سوق النفط، وتأثيراته المحتملة.
ومع ذلك، لفت سميث الانتباه إلى أن الأسواق تظل متأثرة بتصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران، والذي قد يؤدي إلى تراجع صادرات إيران، ثالث أكبر منتج في “أوبك”، فضلاً عن تهديد الإمدادات التي تمر عبر مضيق هرمز، أحد الممرات الحيوية لإمدادات النفط العالمية، وهو تذكير بأهمية الاستقرار السياسي في ضمان تدفق سلس لإمدادات النفط، وتأثيره على الأسعار.