علق الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي ونائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، على قرار مجلس الوزراء بتشكيل لجنة أزمات برئاسة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وذلك لمتابعة تداعيات التصعيد العسكري الإسرائيلي الإيراني وتضم في عضويتها رئيس البنك المركزي والعديد من الوزراء وممثلي الهيئات، وهي خطوة تهدف إلى الاستعداد لأي مستجدات طارئة قد تنجم عن هذا الصراع، خاصة إذا امتد لفترة أطول، موضحا أن اللجنة تهدف لبحث التداعيات الاقتصادية الناتجة عن هذه الحرب ومدى تأثيرها على الوضع الداخلي، خاصة وأنها إذا استمرت ستتسبب في اضطراب سلاسل التوريد عالميا وارتفاع في أسعار النفط والغاز والحبوب وغيرها بالتزامن مع التهديد بغلق مضيق هرمز ومضيق باب المندب اللذان يمثلان شريانا كبيرا لمرور ما يقارب من نصف صادرات البترول والغاز الطبيعي والحبوب,
أشاد الدكتور غراب بتشكيل الحكومة لهذه اللجنة، معتبرا ذلك إجراءً استباقيًا للاستعداد لأي تطورات محتملة ومواجهتها، بالإضافة إلى البحث عن بدائل لتأمين الواردات المصرية من الغاز الطبيعي والسلع الاستراتيجية ومواد الإنتاج، خاصة في حال استمرار الحرب وتأثيرها على سلاسل التوريد العالمية، وعلى الرغم من أن مصر تمتلك احتياطيات كبيرة من السلع الاستراتيجية الأساسية تكفي لعدة أشهر، وهو ما يتماشى مع سياسة الدولة المصرية المتبعة منذ سنوات لتوفير مخزون احتياطي من السلع الرئيسية لمواجهة أي تحديات أو أزمات طارئة على الصعيدين العالمي والإقليمي، أضاف أن أسعار النفط والغاز قد شهدت بالفعل ارتفاعًا ملحوظًا منذ بداية الصراع بين طهران وتل أبيب، وتشير التوقعات إلى إمكانية استمرار هذا الارتفاع إذا استمرت الحرب بينهما,
البحث عن بدائل للغاز الطبيعي
أكد الدكتور غراب أن الدولة المصرية تحركت بسرعة للبحث عن بدائل لواردات الغاز الطبيعي بعد تعطل الإمدادات من إحدى دول الشرق، وتسعى جاهدة لتأمين احتياجاتها من البترول والغاز الطبيعي بهدف حماية الاقتصاد المصري من تداعيات هذه الأوضاع، كما أشار إلى أن الارتفاع العالمي في أسعار النفط والغاز سيؤثر بلا شك على الأوضاع الاقتصادية العالمية، بما في ذلك مصر، وذلك لأنه سيسهم في زيادة تكاليف الطاقة والشحن والنقل، مما سيؤدي بدوره إلى ارتفاع الأسعار وزيادة الضغوط التضخمية على مستوى العالم، وأضاف أن استمرار الحرب سيؤثر أيضًا على حركة رؤوس الأموال والسياحة في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تعطيل سلاسل الإمداد، مما سيؤثر سلبًا على حركة التجارة العالمية، وكشف أن الحكومة المصرية اتخذت خطوات استباقية لتأمين إمدادات الغاز الطبيعي من خلال الاتفاق على استيراد أربع شحنات جديدة سيتم استقبالها خلال الأسبوعين القادمين، وذلك لسد أي نقص محتمل في الإمدادات، بالإضافة إلى مبادرة مصر لإبرام صفقات مبكرة لتأمين منتجات البترول والغاز الطبيعي قبل ارتفاع الأسعار,